رغم ما سبق لقاء الكويت من مناورات سياسية واجرائية ادت الى تأخيره، ورغم ما اكتنف ترتيباته من تكتيم وغموض وعدم وضوح في الرؤية والتوجه، وهو جزء من سياستها، الا ان ثمة مؤشرات تاريخية وحالية تؤكد ان الكويت ستلقي بكل ثقلها لانجاح اللقاء، . تستند الكويت الى رصيد متميز في علاقاتها مع الدول المعنية بالملف اليمني، وتحظى بقبول كاف لدى الاطراف اليمنية وطرفي الحرب، ولن تدخر جهدا في تفعيل ادواتها المالية والديبلوماسية، وتجاربها القيادية والحوارية في انجاح اللقاء، . كما ان المشاركة الرمزية للكويت في التحالف، واعتذارها عن خوض المعركة البرية، وتلاشي دورها تدريجيا من واجهة الحرب، جعلها تقف على مسافة واحدة من الجميع، وعزز من قبولها لديهم، وهي السياسة نفسها التي ستكون حاضرة اللقاء، . الكويت تمتلك قيادة حصيفة تجعل عليها من السهل التعامل مع الاستحقاق السعودي المتمثل في دفع فاتورة تحرير الكويت، وتوظيف ذلك ايجابيا في الحصول من المملكة على المزيد من ضمانات النجاح، وهو مادفعها الى المبادرة وقبولها الاستضافة، . كثير من التفاؤل يتعلق بالحضور الكويتي، وكثير من العوامل الاخرى تدفع بالجميع نحو انجاح اللقاء، جميع الاطراف اصبحت منهكة، وترى في لقاء الكويت المخرج الآمن لها، كما ان التقدم في تفاهمات الحدود واتفاقات ظهران الجنوب تكفي لتأكيد ذلك، . بالمقابل فان الكويت لا تمتلك حلول سحرية او وصفات طبية، ولا مجال لاي حديث عن النجاح مالم يكن مقرونا بحسن النوايا لدى الاطراف، وتسجيلها تنازلات تؤكد رغبتها الوصول الى حلول عادلة توقف الحرب الخارجية والاقتتال الداخلي.