دعا وزير الخارجية أبو بكر القربي الدول الشقيقة والصديقة إلى "الإسهام في إعادة إعمار صعدة بعد إعلان انتهاء الحرب"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنَّ "مجموعات شيعية في الخليج ساعدت المتمردين في شمال غرب البلاد ضد الحكومة المركزية"، ونفى في المقابل ما يتردد عن وجود أيادٍ خفية لبعض الدول الخليجية في دعم التمرد الحوثي في البلاد الذي بدأ في العام 2004. القربي، وفي حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، أعرب عن إهتمام بلاده بتأسيس علاقات أمن حدودية يمنية سعودية "تضمن ألا تستغل الحدود لتهريب السلاح أو تهريب المخدرات أو إثارة القلاقل وعدم الاستقرار على الجانبين"، موضحاً أنَّ "إحدى اللجان المشكلة (الخاصة بوقف الحرب) تتعلق بالجانب الحدودي، وذلك لكي تضمن تطبيق الشروط المتعلقة بالحدود وانسحاب الحوثيين من الأراضي السعودية وانتشار القوات اليمنية على الحدود"، وأضاف: "التعاون الأمني بين اليمن والمملكة العربية السعودية قائم حتى منذ ما قبل هذه الحرب، لأننا والسعودية في شراكة حقيقية في مواجهة تنظيم "القاعدة"". وشدد القربي على أنَّ ما يتم الحديث عنه هو "وقف للحرب" وليس هدنة، وقال: "في وقف الحرب هذه سنعود لتطبيع كامل للأوضاع في صعدة، وبسط سلطة الدولة في كل أنحاء صعدة، بما فيها المنطقة الحدودية"، وقال: "ما يهدد أمن اليمن هو تهديد لأمن السعودية، والعكس أيضاً، فالعناصر الحوثية دخلت إلى الأراضي السعودية ونتيجة لهذا تدخلت المملكة العربية السعودية في الحرب، في إطار حدودها وبالتنسيق مع الحكومة اليمنية". وعما إذا كان الأمل في السلام ما زال قائماً على الرغم من خرق الحوثيين وقف إطلاق النار أول من أمس، قلّل القربي من أهمية هذه الحادثة، قائلاً إن "وقف الحروب دائماً ما يتبعه خرق لوقف إطلاق النار من هنا أو من هناك"، وأضاف رداً على سؤال: "نحن ننطلق من أن هناك نوايا صادقة من جانب الحوثيين كما هي نوايا صادقة من جانبنا في أن تكون هذه الحرب هي الحرب الأخيرة"، مشيراً إلى أنَّ "الحوثيين يدركون أن ما ألحقوه من دمار وإراقة دماء يمنية من الجانبين لا يمكن أن يكون له أي مبرر إطلاقاً، خصوصاً وأن الحكومة تردد دائماً أنها على استعداد، في إطار الدستور والقانون والوحدة والجمهورية، لمعالجة المطالب المشروعة كافة لأبناء صعدة ولأبناء اليمن جميعاً".