الحكومة نفسها لم تعد تعول على الحكومة، بل صارت تركن على المجتمع الدولي في كل شيء: إنقاذ التسوية، وإتمام الحوار، وفتح باب التبرعات . في السياسية تعول على الأممالمتحدة وسفراء الدول العشر، أكثر مما تعول على طاولة الحوار . وفي الاقتصاد تعول على المانحين وأصدقاء اليمن، أكثر مما تعول على الثروات السمكية، أو النفطية، أو الزراعية، أو غيرها. وفي مواجهة الأزمات تعول على توجيه استثنائي من البنك الدولي لطباعة عملة نقدية، أكثر مما تعول على موارد أو إيرادات. وفي الأمن تعول على مجلس الأمن، أكثر مما تعول على الجيش والهيكلة والداخلية والدفاع والأمن. والحكومة غير موجودة لأنها موجودة ، لو كانت الإيرادات ارتفعت كما يقولون لماذا سيوقفون الوظائف أربع سنوات، ولماذا يتجاهلون أصوات طلاب اليمن في الخارج الذين يواصلون بشكل يومي تقريبا وقفاتهم الاحتجاجية للمطالبة برفع المساعدة المالية، ويلوحون بإقفال السفارات، ومنهم من أغلقوا الملحقيات واعتصموا داخلها والحكومة ولا على بالها. في الكلام علماء ومخترعون وعباقرة ومهندسون ومبدعون، تسمع وتقرأ أخباراً عن زيادة إيرادات ونمو أرباح وارتفاع صادرات، وتعال شوف الواقع، الأممالمتحدة تفتح باب التبرعات من أجل اليمن، أتذكر أننا كنا زمان نصلي في المسجد وبعد كل صلاة نجد من يطلب تبرعات من أجل الصومال أو كوسوفا أو غيرها، وكنا نقول حينها حالنا أحسن من غيرنا، ويبدو أن الدور وصل لليمن، خلال العام الأخير سمعنا عن ثلاث حملات تبرعات من أجل اليمن، وأوشكت منظمة اليونيسف أن تحرق قميصها وهي تستغيثب وتهتف في دول العالم لسرعة إنقاذ اليمن من المجاعة وأطفاله من سوء التغذية. اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.