كان الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو من أهم محاور الخلاف بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفيتي سابقا، وتسبب حدث وفاته بأول خلاف بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. بحسب ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إن وجهات نظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب متشابهة بشكل عام لكنهما يختلفان بشأن دور فيدل كاسترو. ونعى بوتين كاسترو الذي توفي يوم الجمعة ووصفه بأنه “صديق حقيقي لروسيا”، في حين وصف ترامب كاسترو بأنه “دكتاتور وحشي”. وبشكل عام تتشابه وجهات نظر كل من بوتين وترامب بدرجة كبيرة، لكن دون شك هناك اختلافات منها ما يتعلق بتقييم دور كوبا، وهي واضحة للعيان. وتحدى كاسترو الولاياتالمتحدة لعقود من أجل الحفاظ على الثورة الشيوعية في بلاده التي تبعد أقل من 90 ميلا عن سواحل فلوريدا. أزمة الصواريخ الكوبية الأهم في الحرب الباردة هي مواجهة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي المتحالف مع كوبا في أكتوبر 1962 ضمن أحداث الحرب الباردة، وفي أغسطس 1962 وفي أعقاب عدة عمليات فاشلة للولايات المتحدة لإسقاط النظام الكوبي، شرعت حكومتا كوبا والاتحاد السوفيتي في بناء قواعد سرية لعدد من الصواريخ النووية متوسطة المدى (MRBMs وIRBMs) في كوبا، والتي تمكن من ضرب معظم أراضي الولاياتالمتحدة. وفكرت الولاياتالمتحدة في مهاجمة كوبا عن طريق الجو والبحر، ثم استقر الرأي بعمل حظر عسكري عليها، فأعلنت أنها لن تسمح بتسليم أسلحة هجومية لكوبا، وطالبت السوفيت تفكيك أي قواعد صواريخ مبنية أو تحت الإنشاء في كوبا وإزالة جميع الأسلحة الهجومية. ولم تكن إدارة كينيدي تتوقع أن يستجيب الكرملين لمطالبهم، وتوقعت حدوث مواجهة عسكرية بين الدولتين. أما على الجانب السوفيتي فقد كتب الزعيم نيكيتا خروتشوف في رسالة إلى كنيدي بأن حظر الملاحة في المياه الدولية أوالمجال الجوي يشكل عملاً من أعمال العدوان تدفع البشرية إلى هاوية حرب صواريخ نووية عالمية. ورفض السوفيت علنًا جميع المطالب الأمريكية، ولكن عبر قنوات سرية من الاتصالات بدأت اقتراحات لحل الأزمة. وانتهت الأزمة في 28 أكتوبر 1962، عندما توصل كلّ من الرئيس الأمريكي جون كينيدي إلى اتفاق مع السوفيت لإزالة قواعد الصواريخ الكوبية شريطة أن تتعهد الولاياتالمتحدة بعدم غزو كوبا وأن تقوم بالتخلص بشكل سري من الصواريخ البالستية المسماة بجوبيتر (PGM-19 Jupiter) وثور (PGM-17 Thor).