سعت الهاشمية السياسية وعبر مابات يعرف بمجلس حكماء بني هاشم لخلق فجوة اجتماعية وتقسيم واضح لكل من يتابع مسيرة تلك النخب التي منذ ان أسست الهاشمية السياسية مجلسها وهي تعمل على تحديد مسار معين لإعادة نفوذها على اليمن واليمنيين متجاوزة كل الاتفاقيات التي ضمن لهم موطنة متساوية مع كل المكونات اليمنية تحت مفاهيم ثورة 26 سبتمبر دون أن يأخذ اليمنيين تاريخ الأئمة بكل مظالمه فحازوا على أهم المناصب السياسية والإدارية . إلا أن الهاشمية السياسية أبت مفهوم المواطنة وسعت عبر جناحها العسكري المعروف بالحوثي ان تقضي على تلك المفاهيم التي ضمنت لها امتيازات لم تحظى بها العائلات الملكية في العرق ومصر وغيرها من الوطن العربي الذي شهد ثورات أطاحت بعروشهم وحرمتهم من ابسط الاستحقاقات بما فيهم عائلات شاه إيران . لقد سعت ثورة 26سبتمبر لخلق تواؤم اجتماعي مكن الاسر الهاشمية من تقلد مناصب حكومية وحزبية عليا دون الاخذ بعين الاعتبار لما كان قبل ثورة السادس والعشرين متجاوزين مذابح الثورات التي سبقت سبتمبر ابتداء من حركة الدستوريين الى حركة 55 بل وصل حجم التسامح الى اعادة من حمل السلاح وقاتل الثوار وحاصر صنعاء ضنا منهم ان تمكين الهاشمين من مناصب عليا ستجعلهم يذبون في نسيجها الاجتماعي . وهو ما لم يستطيع ان يفهمه الانسان اليمني عن الاسباب الحقيقة لهذا التمرد والعداء لثورة السادس والعشرين والتحامل على منجزاتها رغم انها لم تحمل بذور العنصرية , التي تحملها الهاشمية السياسية تجاه المجتمع اليمني وتقلل من قيمته الإنسانية معتبرين من انفسهم سلالة مقدسة وجب طاعتها مسخرين المناطقية والمذهبية المقيتة التي لم تجلب لليمنيين غير الحروب الأهلية والدمار للبنية التحتية ،ولم تكتفي بما اقدمت عليه بل عملت على تجييش الأسر الهاشمية في عموم اليمن بكل مذاهبهم ومناطقهم لمواجهة من يخالف مشروعهم السياسي متجاهلين ما سيخلفه هذا التجيش من عداء وفرقة بين اليمنيين وبين الاسر الهاشمية وهو تجيش خطير لن يندمل بسهولة , ولن يمكن الهاشيمة من بلوغ احلامهم الواهمة .