هل تزوج اللقاء المشترك الربيع العربي في اليمن وطلقه في سوريا ؟ لعله بعدما ركب الموجة الثورية ذاق عنب اليمن فوجده حامضا مرا، فقرر أن يركب الموجة المضادة ليذوق بلح الشام، فيكون قد ضرب عصفورين بحجر "بلح الشام مع عنب اليمن". ما دمت مع المشترك فكل شيء معقول ، ستجد فيه من كل ضد وضد، بارد وسخون ، أبيض وأسود وملون . وإذا كانت السيدة فيروز غنت "حبيتك بالصيف" فالمشترك يغني "حبيتك بالفصول الأربعة" فقد غنى للكرسي "حبيتك بالربيع" في اليمن ، وها هو يغني في سوريا "حبيتك بالخريف"، ما شاء الله.. مقاول على الفصول الأربعة. منذ البدء اجتمع في هذا التكتل ما لم يكن يجتمع.. أعداء الأمس صاروا حلفاء، وتلك قواعد اللعبة السياسية، لكن عندما يسعى طرف من هذا التكتل إلى الاستحواذ على كل شيء، من هنا تدخل التناقضات وتتعدد الوجوه، ويصبح للسياسة ألف باب وألف قناع وألف نغمة. بالأمس قدم في الساحة وقدم في الكرسي ، واليوم قدم في اليمن وقدم في سوريا. تتفرع الخطوة السياسية عندما يكون الماشي بلا قدمين، ويكتفي بأذرع ممتدة ومتشابكة، كتلك التي كان يمتلكها الأخطبوط بول، القابع في صندوقه لا لشيء، إلا لمجرد التنبؤ والتخمين والاعتماد على الحظ وركوب الموجات. اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي .