حين عانت لبنان من حرب أهلية طاحنة استمرت 15 سنة -حروب بالوكالة –كانت الأطراف المحلية ترفع رايات مذهبية كغطاء لوظيفتها في استثمار الاقتتال، وفي اليمن تدار الحروب في شمال الشمال طيلة حروب ست وما بعدها تحت غطاء محاربة "فلول الإمامة"، وفي الجنوب تدار حروب "الفيد" تحت غطاء حماية الوحدة! لكن الفارق بين لبنان واليمن - رغم التشابه - أن اللبنانيين لديهم فعل ثقافي متقدم، استطاع أن يصور الحرب الأهلية بآلامها اليومية وبشاعة جرمها – أدبياً، شعرا ورواية، وإن كانت الرواية الأكثر صناعة للمواقف الرافضة للحروب، ففي أعمال هدى بركات ورشيد الضعيف، وإلهام منصور وغيرهم تجد مشاعرك ووعيك وقد تشكلت لديه ثقافة مناهضة للحروب الأهلية... وشعرا نجد الشاعر "سليم الخوري" المعروف بالشاعر القروي قد عبر عن موقفه في "ديوان الأعاصير"، ومن شعره هبوني عيدا يجعل العرب أمة وسيروا بجثماني على دين جرهم فقد فرقت هذي المذاهب شملنا وقد حطمتنا بين ناب ومنسم سلام على كفر يوحد بيننا وأهلا وسهلا بعده بجهنم