ليعلم الحراكيون ومن في قلوبهم مرض من الأحزاب التي تشترك في رسم معالم الأزمات وصياغة ثقافة التشاؤم والخوف من المستقبل ..ممن اختاروا لأنفسهم الانبطاح للخارج أنها ليست اللحظة المناسبة لاقتسام الأراضي اليمنية فيما بينهم .. سواء كانت في عدن ، أو حضرموت ، أو تهامة . . لأن اليمن لكل اليمنيين وليست قطعة كيك .. هذه التكوينات الهلامية التي أطلقت على نفسها مصطلح حراكات ليس لها رأس ولا أقدام.. إنها تتحرك بأقدام كاذبة مثل طفيليات الأميبيا ، أو الإنتاميبا هيستوليتكا ، فهي ان تزايدت عن الحد الممكن تحولت الى خطر على الجسد اليمني .. لأنها تتغذى على الدماء وقد تصل الى الكبد والقلب والمخ .. وتمتد مضاعفاتها الخطيرة لتفتك بمجتمع ما فتئ يتطلع الى اليوم الذي تشرق فيه شمس الوحدة والحرية والكرامة .. ادعوا أنهم يمثلون الجنوب فتم استجابة دعوتهم ومنحهم حصة مستقلة في مؤتمر الحوار الوطني .. قاموا بالمظاهرات كان لهم ذلك .. نظموا المسيرات فلم يعارضهم أحد .. أسقطوا أعلام الجمهورية اليمنية ورفعوا أعلام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لم يمنعهم أحد رغم أن مثل هذه التصرفات تعد في مستوى الخيانة الوطنية .. الا أن وضع اليمن لا يحتمل مزيدا من الدماء والفوضى .. لكن أن يتمادوا بإحراق أجساد الناس ، وقتل النساء والاطفال بالفؤوس فليس من العدل ، ولا من الانسانية السكوت على مثل هذه الجرائم التي لا يجيزها عرف ولا قانون .. هؤلا ء الذين يتحركون في بعض شوارع المحافظات الجنوبية حاملين أعلاماً شطرية ومعهم عصابات من المجرمين يقطعون الطرقات ، يقتلون الأبرياء ، يتسببون في قتل المواطنين من أبناء الجنوب أيضا ممن غرر بهم ، أو بفعل التحريض والضخ الاعلامي الاعلامي لتلك الوسائل الاعلامية التي دأبت على نشر الفوضى والحقد والكراهية في المجتمع .. كل هؤلاء لن يتمكنوا من تنفيذ مشاريعهم الهزيلة التي تديرها شخوص تعتكف في الخارج ، ولا يهمها هذه الدماء التي تسيل في شوارع عدن أو حضرموت .. لكنها تتحين الفرصة لتنصب نفسها حكاما بعد أن انتهى عمرها الافتراضي وتخلفت عن تطورات العصر .. ولو كان لديها ذرة وطنية ما تراجعت لحظة عن العودة الى الوطن والانخراط في مؤتمر الحوار الوطني الذي يتيح لها الفرصة لتقديم ما لديها من تصورات أو محاذير أو حتى رغبات انفصالية .. ولأنها تعيش خارج التاريخ والجغرافيا اليمنية منذ فترة طويلة عقب اطلاق بياناتها الانفصالية الساقطة .. جاءت مجددا لتنفذ بالريموت كنترول موالاً جديداً أطلقت عليه فك الارتباط .. ولعلها تقصد فك ارتباطها هي بكل ما هو يمني فذلك شأنها أما الجنوب فهو جزء من اليمن الموحد يعيش نفس مشكلاته ومعاناته .. والحل لن يأتي ممن اختاروا لأنفسهم الاغتراب عن الوطن ، وانما ممن ضحوا ، وناضلوا ، وصابروا فاستحقوا التغيير ، واستحقوا أن يرسموا مع كل إخوانهم اليمنيين الطريق نحو المستقبل.