تجدّد الحريق مرة أخرى بمحكمة جنوبالقاهرة ظهر الخميس، حيث اشتعلت النيران داخل 4 غرف بالطابق الثالث نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وبدأت ألسنة اللهب في التهام محتويات الغرفة. وأسفر تجدد الحريق عن إصابة أمير عبداللطيف، أمين شرطة بقوات الدفاع المدني، بإصابات متفرقة وكسور، إثر انزلاقه من أعلى سلم سيارة المطافئ. ولا تزال المحاولات مستمرة لاحتواء الحريق قبل أن يمتد إلى باقي الغرف بمبنى المحكمة، خاصة أن الحريق الذي شبّ صباح اليوم، قد تسبب في تفحّم الدور الثالث بالكامل الخاص بالنيابة. وكان رجال الدفاع المدني بالقاهرة تمكنوا في وقت سابق اليوم من السيطرة على الحريق الذى شب صباح اليوم بالطابق الثالث الخاص بنيابات محكمة جنوبالقاهرة بباب الخلق، حيث التهمت ألسنة النيران جميع محتوياته من أجهزة ومكاتب، وملفات قضايا، وأدى الحريق إلى انهيار السقف الخاص بالنيابات. ووفق "بوابة الأهرام" تمكنت 35 سيارة إطفاء من إخماد الحريق، قبل أن يمتد للطابقين الأول والثانى، وتم إخطار النيابة العامة التى أمرت بانتداب رجال المعمل الجنائى لمعرفة سبب الحريق، وتحديد حجم الخسائر والتلفيات. وقد أمر النائب العام المستشار طلعت عبدالله بفتح باب التحقيقات للوقوف على أسباب الحريق، فيما انتقل مساعد وزير العدل لشؤون صندوق المحاكم ورئيس محكمة جنوبالقاهرة لمعاينة الحريق وحصر التلفيات. وقال مدير الإدارة العامة للحماية المدنية اللواء عبدالعزيز توفيق إن قوات الحماية المدنية توجّهت على الفور إلى مقر المحكمة لمحاصرة النيران وإخمادها، مشيراً إلى أن رجال الإطفاء مازالوا يواصلون جهودهم لإخماد النيران. وأصيبت منطقة وسط البلد بحالة من الشلل المرورى، فيما تتمركز سيارات الإطفاء فى مداخل الطرق المحيطة بالمحكمة فى محاولة للسيطرة على الحريق. ومن جانبه قال المستشار هاني عباس، رئيس محكمة جنوبالقاهرة الكلية، إن النيران التهمت الطابق الثالث بالمحكمة، الذي يضم مقر نيابة وسط القاهرة، وقلم الحفظ، وسكرتارية الجلسات، إضافة إلى نيابتي بولاق أبوالعلا، وباب الشعرية. وأضاف رئيس المحكمة في تصريحات ل"المصري اليوم"، الخميس، أن النيران التهمت كل الأوراق والقضايا بالطابق الثالث، وأتت على محتويات المكاتب كاملة، بالإضافة إلى إتلاف بعض الأوراق والقضايا بالطابق الثاني، نتيجة تسرب المياه. وأشار إلى أن محكمة جنوبالقاهرة من أهم المحاكم في تاريخ القضاء المصري، حيث تحتوي على تحقيقات قضايا قتل المتظاهرين وأحداث الثورة منذ بداية الأحداث في 25 يناير 2011 حتى الآن. ونوّه بأن القضايا التي كانت موجودة بالمحكمة قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك، وموقعة الجمل، وقضايا التحرير، والثورة، وسيتم نقل جلسات المحاكمات إلى محكمة زينهم الجديدة بداية من السبت المقبل. وقال رئيس المحكمة إن القضايا التي صدرت فيها أحكام نهائية، والموجودة بقلم الحفظ تم الحصول على صورة "ميكروفيلم" منها، بينما القضايا التي تتداول أمام المحاكم لم يتم الحصول على صورة منها، بالإضافة إلى التحقيقات التي تباشرها النيابة العامة في بعض القضايا المهمة، واختمم حديثه قائلا: "تاريخ مصر اتحرق".