التهم حريق ضخم شبَّ في محكمة جنوبالقاهرة في منطقة «باب الخلق» أمس، أوراق مئات القضايا التي ما زالت منظورة من قبل القضاء، من بينها ما هو متعلق بسياسيين سابقين وحاليين، إضافة إلى قضايا قتل المتظاهرين، وقضية «موقعة الجمل»، وقضية «استاد بورسعيد»، وعشرات غيرها من القضايا المثيرة، وفيما أكدت النيابة العامة أنها تملك نسخاً إلكترونية من جميع هذه القضايا، لم يستبعد رئيس المحكمة هاني عباس وجود شبهة «جنائية» وراء الحادث، وبالتزامن أجلّت محكمة جنايات الإسكندرية أمس النظر في قضية قتل المتظاهرين إلى مطلع يونيو المقبل. وأكد شهود عيان أن حريق المحكمة في منطقة «باب الخلق» اندلع منذ الصباح في أحد طوابق المحكمة الواقعة قرب مديرية أمن القاهرة، وأن 30 سيارة إطفاء انطلقت لإخماد الحريق، الذي استمر عدة ساعات، وفي غضون ذلك انتشر عناصر البحث الجنائي بالطوابق التي التهمتها النيران لكشف ملابسات الحادثة. وأكد رئيس محكمة جنوبالقاهرة الكلية المستشار هاني عباس والتي شهدت حريقاً مروعاً أتى على الطابق الثالث بالمحكمة، الذي يضم مقر نيابة وسط القاهرة، وقلم الحفظ، وسكرتارية الجلسات، إضافة إلى نيابتي بولاق أبو العلا، وباب الشعرية، أنه «لا يستبعد الشبهة الجنائية في الحريق، وكل السيناريوهات مطروحة». وأشار عباس إلى أنه «سيتم تشكيل لجان لحصر ما يمكن من القضايا التي تم استعادتها، وما تم إنقاذه، وما تم إتلافه، وأن المشكلة أن القضايا تحرق والأوراق تجدد، ولكن الأدلة لا يمكن تجديدها، حيث إن قانون الإجراءات الجنائية حدد كيفية إعادة التحقيق في القضايا التي تتلف، ولكن الأدلة لا تجدد ولا تعوض، وبدونها تبطل تلك القضايا». ضياع تاريخي قضائي وقال عباس، إنه لا يستبعد أي سيناريو حتى ورود تقرير الأدلة الجنائية، فكلها مطروحة من «عقب السيجارة إلى المولوتوف»، قائلاً: «حسبي الله ونعم الوكيل.. وأن المجهود مجهود سنوات لا يعوض». وأضاف رئيس المحكمة في تصريحات أن «النيران التهمت كل الأوراق والقضايا بالطابق الثالث، وأتت على محتويات المكاتب كاملة، بالإضافة إلى إتلاف بعض الأوراق والقضايا بالطابق الثاني، نتيجة تسرب المياه». وأكد عباس أن «المسألة ليس مسألة قضايا وإنما إهدار للتاريخ القضائي». مضيفاً أن «اللي كان عايز يضيع تاريخ قضية ضيع معاه تاريخ القضاء كله»، والطابق الثالث من المحكمة لم يعد موجوداً. مؤكداً أن من أبرز القضايا التي تلفت ملفاتها: قتل المتظاهرين أثناء الثورة، موقعة الجمل، مجمل أحداث ميدان التحرير، قضية استاد بورسعيد، قضايا منظورة لسياسيين سابقين وحاليين، أحداث مبنى مجلس الوزراء والتلفزيون، وغيرها من الملفات المهمة. نسخ إلكترونية من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم النيابة العامة المستشار مصطفى دويدار، تعليقاً على حريق المحكمة، إن «النيابة العامة تمتلك نسخاً إلكترونية كاملة بكافة القضايا، وأن الحريق لم يدمر إلا الأوراق فقط». وقالت النيابة أنه «تبين من معاينة موقع الحادث أن النيران اشتعلت بالطابق الثالث بأكمله، وهو عبارة عن غرف نيابات وسط وغرب القاهرة، والتهمت جميع ملفات القضايا التي تنظرها نيابات وسط وغرب القاهرة، كما أتت النيران على جميع أجهزة الكمبيوتر المدون عليها جميع بيانات القضايا». ويعود تأسيس المحكمة إلى ما قبل 129 سنة خلت، وشهدت أروقتها جلسات محاكمة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات في أربعينيات القرن الماضي وقضية المحاكمة الشهيرة للجاسوس عزّام عزّام. محاكمة الإسكندرية من جانب آخر، قررت محكمة جنايات الإسكندرية المنعقدة بأكاديمية الشرطة بالتجمع الأول، أمس، تأجيل نظر قضية قتل المتظاهرين بالإسكندرية، لجلسة الأول من يونيو المقبل، لسماع مرافعة النيابة والدفاع. واستمعت المحكمة لأقوال شهود النفي في القضية، المتهم فيها تسعة من رجال الشرطة بقتل المتظاهرين في أحداث ثورة 25 يناير، على رأسهم اللواء محمد إبراهيم مدير أمن الإسكندرية الأسبق. وتم فرض حراسة أمنية مشددة وتم تغيير بوابة الدخول إلى المحكمة للاحتياطات الأمنية، وحضر أهالي «الشهداء» من الصباح الباكر وجلسوا في الصفوف الخلفية، حاملين اللافتات التي تندد بقتلة أبنائهم. آشتون إلى القاهرة قالت وكالة أنباء «الشرق الأوسط»، أن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاترين آشتون ستقوم بزيارة لمصر مساء غد السبت تستمر لمدة يومين. وصرحت مصادر دبلوماسية أوروبية، أن «مرسي سيستقبل آشتون يوم الأحد، كما ستلتقي خلال الزيارة مع عدد من قيادات جبهة الإنقاذ». وقالت المصادر إن «مباحثات آشتون في القاهرة سوف تتركز حول تطورات عملية التحول الديمقراطي في مصر، والتعاون المشترك».