واصلت قوات الجيش اليمني تقدمها في جبهات تعز الشرقية والغربية، وجبهات شمال شرق العاصمة اليمنيةصنعاء والمتون في الجوف وصرواح مأرب، وفيما كشفت مصادر عسكرية يمنية عن الأسباب الحقيقية التي تجعل عناصر الميليشيات وقوات المخلوع صالح تستميت على شرق تعز، حذرت الميليشيات الانقلابية بشكل رسمي أئمة مساجد صنعاء من إقامة صلاة التراويح في ليالي رمضان. وتفصيلاً، تواصلت معركة التمشيط الأخيرة التي تخوضها قوات الجيش ومقاتلات التحالف لمناطق عدة في تعز، منها معركة «مركز مديرية موزع ومحيط معسكر خالد، ومفرق مقبنة، ومنطقة البرح والهاملي» التي تمكنت فيها مقاتلات التحالف من تدمير تعزيزات وآليات وأطقم عسكرية متحركة للميليشيات.
وقال مصدر إن قرية «المغيبر» القريبة من الخط الساحلي بين «الحديدة – وتعز»والتابعة لمنطقة «الهاملي» بمديرية «موزع» تشهد معارك عنيفة بين الجانبين، تحقق فيها قوات الشرعية تقدماً كبيراً على حساب الميليشيات، كما هي الحال في جبهة «الكدحة» التابعة لمديرية المعافر، وتمكنت قوات الجيش بمساندة التحالف من السيطرة على «جبل الدرب» المطل مباشرة على مصنع البرح وخط «الحديدة- تعز» الاستراتيجي في مديرية «مقبنة».
وفي الجبهات الشرقية لمدينة تعز، استمرت عملية تطهير المباني والعمارات التي سيطرت عليها قوات الجيش والمطلة على القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات من الألغام والمتفجرات.
وتشكل تلك المناطق خصوصاً «مدرسة محمد علي عثمان» أهمية استراتيجية وعسكرية لإطلالها على طريق الإمداد المتجه نحو القصر والتشريفات من جهة تبتي السلال وسوفتيل، وكذا باتجاه حي الجمهوري ووادي صالة، وهي مرتفعة على تبتي السلال والجعشة اللتين تشكلان تهديداً كبيراً على مواقع الجيش في شرق المدينة وعلى المدنيين بشكل عام في أحياء تعز الشرقية، فضلاً عن أنها أحد أهم أوكار وثكنات الميليشيات العسكرية في المنطقة، وقد حصل الجيش على وثائق وخرائط ورموز عسكرية وبرامج وتعليمات في كيفية إدارة المعارك بالمدن السكنية تكشف تورط «الحرس الثوري الإيراني» في معارك تعز بشكل مباشر، وتضمن تلك الوثائق أسراراً وخططاً عسكرية، الى جانب «وجود منظومة اتصالات متكاملة إيرانية» تتبع الحرس الثوري، كانت تستخدمها الميليشيات في إدارة العمليات العسكرية بتعز وجبهات أخرى، فضلاً عن وجود «ملازم وخرائط» تحوي رموزاً عسكرية ومصطلحات تدل على أن هناك تدريبات ومشاركة كبيرة وإدارة من قبل الحرس الثوري الإيراني لمعارك الميليشيات الانقلابية في جبهات عدة في اليمن ومنها تعز.
وحول حجم الخسائر التي تكبدتها الميليشيات، أكد مصدر عسكري مصرع أكثر من 87 عنصراً من الميليشيات بينهم 11 قناصاً و11 أسيراً، خلال معارك الأيام الماضية في شرق تعز وحدها، الى جانب وجود عشرات الجرحى، مشيراً الى وجود ست جثث لقيادات كبيرة في صفوف الميليشيات لدى الجيش الوطني.
وفي جبهة الصلو جنوبتعز تمكنت قوات الجيش من اللواء 35 مدرع التابع للشرعية من افشال محاولة تقدم للميليشيات باتجاه الصيرتين، وأوقعت في صفوفها خسائر كبيرة أدت الى مصرع القيادي الحوثي البارز المدعو «أبوحسين» مع عدد من عناصره، فضلاً عن مصرع 14 من عناصرها في غارات لمقاتلات التحالف في جبهات عدة جنوب المحافظة وغربها.
وفي لحججنوباليمن تمكنت قوات الجيش من التصدي لهجوم شنته الميليشيات على مواقعها في شرق مدينة كرش على الحدود مع تعز.
وفي مأرب واصلت قوات الجيش والمقاومة مسنودة بالتحالف العربي تقدمها في جبهات صرواح غرب المحافظة، واستكملت تطهير ثلاثة مواقع من الميليشيات والألغام والمتفجرات واقتربت من أطراف المديرية باتجاه ريف العاصمة صنعاء.
من جهة أخرى، تمكنت قوات الجيش والأمن من أسر أحد ابرز قيادات الميليشيات المهندس عبدالله حسن الشاطر وكيل وزارة التخطيط في حكومة الانقلاب، وشقيق القيادي المقرب من المخلوع صالح العميد علي حسن الشاطر.
وفي الجوف نفذت قوات الجيش والمقاومة عملية عسكرية نوعية، ضد مواقع الميليشيات في جبهة «مزوية» بمديرية المتون غرب المحافظة، أدت الى سيطرتها على مناطق واسعة في المنطقة ومقتل وإصابة وتدمير آليات للميليشيات.
وفي جبهات نهم شمال شرق العاصمة واصلت قوات الجيش والمقاومة مسنودة بالتحالف العربي تقدمها باتجاه منطقة الحول أحد ابرز معاقل الميليشيات في مديرية نهم. وفي شبوة أكدت مصادر ميدانية تمكن الجيش والمقاومة من إحباط محاولة تسلل للميليشيات باتجاه مواقعهما في «مسقى صبيح» التابعة لجبهة «لخيضر» غرب مديرية عسيلان.
وفي الضالع أقدمت الميليشيات في منطقة «نعوة» على إطلاق النار باتجاه المحال التجارية والتجمعات السكانية، ومنع أي تجمع لأبناء المنطقة، ما أسفر عن إصابة اثنين بينهم طفل. من جهة أخرى، كشفت مصادر عسكرية يمنية مستقلة، عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء استماتة الميليشيات الانقلابية، وعلى رأسها قوات المخلوع صالح على المناطق الواقعة شرق مدينة تعزبجنوباليمن «جبهات القصر والتشريفات ومناطق الجند والحوبان»، التي يتم ارسال تعزيزاتها بشكل كبير اليها دون غيرها من الجبهات.
وأكدت المصادر أن المخلوع صالح «أحد طرفي الانقلاب» كان يعرف الأهمية الكبرى لمناطق شرق تعز «الحوبان والجند» لموقعها الرابط بين «جنوباليمن وشماله»، وما تمثله تعز من كثافة سكانية «سنية» تنتهي وتبدأ حجمها الكبير في تلك المنطقة الفاصلة بين مناطق النفوذ «الزيدي»، المتعطشين للحكم والثروة، والتي تبدأ من نقيل «سمارة» في محافظة «اب» حتى «صعدة» معقلهم الرئيس، فعمد صالح الى وضع أهم وأكبر المعسكرات التابعة لقواته الموالية له في تلك المساحة الجغرافية الصغيرة الممتدة بين القصر الجمهوري في منطقة «الكمب»، ومطار تعز الدولي في «الجند» أسفل نقيل مدينة «القاعدة» التابعة لمحافظة «اب».
وفي هذا الصدد يؤكد ناطق محور تعز العسكري العقيد عبدالباسط البحر ل«الإمارات اليوم»، أن المعلومات لديهم في قيادة المحور تفيد بوجود «مخازن لصواريخ باليستية» بعيدة المدى مخزنة في مناطق حصينة متفرقة في الجند والحوبان، خصوصاً في جبل «العلا» الاستراتيجي، الى جانب أسلحة تكتيكية أخرى تهدد ليس القوات المرابطة على الساحل الغربي لليمن وفي عدنومأرب من التحالف العربي وقوات «الحماية الدولية» للممر المائي «باب المندب» وطرق الملاحة في البحرين «العربي والأحمر»، بل دول المنطقة وعلى رأسها الدول الخليجية التي تعرف جيداً حجم تلك الترسانة من الصواريخ التي تمكن المخلوع صالح من إخفائها في مناطق جبلية عدة، خصوصاً في معسكرات شرق مدينة تعز لأهميتها الاستراتيجية.
من جهة أخرى، حذرت الميليشيات الانقلابية بشكل رسمي أئمة مساجد العاصمة صنعاء من إقامة صلاة التراويح في ليالي رمضان، وألزمتهم بمنع مكبرات الصوت في حال تم إقامة الصلاة في بعض المساجد الصغيرة وفقاً لتعميمات وزارة الأوقاف والإرشاد الخاضعة لسيطرتها، ما يشكل أكبر استفزاز ديني لسكان المدينة وينذر بانفجار الوضع، خصوصاً أن أطقماً تابعة للميليشيات انتشرت أمام عدد من المساجد الكبيرة في المدينة، وأجبرت القائمين عليها على توقيع تعهدات بعدم إقامة صلاة التراويح فيها وهددتهم بالاعتقال.
وفي عمران إلى الشمال من العاصمة انتشرت أطقم الميليشيات أمام المساجد، ومنعت عدداً منها من إقامة صلاة التراويح وفتح مكبرات الصوت فيها، وقد لاقت العملية استياء كبيراً لدى المصلين.