منذ سنوات عرفت قطر بكونها شبه جزيرة صغيرة تمارس دوراً يفوق حجمها بأشواط. فقد استطاعت من خلال ثروتها النفطية ونفوذها الضخم الذي اكتسبته بواسطة قنوات الجزيرة الناطقة بالعربية والإنجليزية، من تحقيق حضور ديبلوماسي في العالم العربي، مستعرضة قوتها الناعمة في مفاوضات في دارفور وطرابلس وصنعاء، وفي أماكن أخرى، وحيث نالت الاستحسان أو الاستهجان. يسعى تحالف مكون من 34 ألف كنيسة أمريكية للاحتجاج في واشنطن ضد قطر بسبب قمعها للمسيحيين( يفوق تعدادهم في قطر عدد المواطنين)، واليهود وسواهم من الأقليات الدينية. ولكن أحمد شرابي، ناشر مغربي، وعضو في مجلس الدراسات الاستراتيجية والدولية لدى مركز ناشونال إنتريست، لفت إلى أن قطر باتت في موقف ضعيف، حيث تواجه الانتقادات من كل حدب وصوب. فقد أصبح من شبه المؤكد أن مرشحها لإدارة اليونسكو سيخرج خاسراً بعدما كان، قبل بضعة أشهر، من أول المتسابقين. كما يضغط نشطاء على الفيفا لمنع قطر من استضافة كأس العالم. وتتصاعد الضغوط من أجل إغلاق القاعدة الأمريكية في قطر، ودعا الجنرال المتقاعد شارلز والد الذي افتتح القاعدة في عام 2001، لإغلاقها. ويسعى تحالف مكون من 34 ألف كنيسة أمريكية للاحتجاج في واشنطن ضد قطر بسبب قمعها للمسيحيين(يفوق تعدادهم في قطر عدد المواطنين)، واليهود وسواهم من الأقليات الدينية. وكانت حركة الاحتجاج التي نظمت أمام سفارة قطر في واشنطن هي الأولى من نوعها. ويتوقع أن لا تكون الأخيرة. تمويل وبحسب وزارة الخارجية الأمريكية، مولت قطر فروعاً للقاعدة وعناصر من داعش وهما من الجماعات التي تقصفها أمريكا في حملتها من أجل تحرير شمال العراق. كما تدعم قطر حركة حماس، والتي أدرجها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على قائمة المنظمات الراعية للإرهاب. وترى البحرين أن قطر تدعم مجموعات معارضة مسلحة تحرض على الاسرة المالكة. كما تتهم السعودية قطر بتمويلها للحوثيين في اليمن، فضلاً عن دعمها لمجموعات معارضة عنفية في منطقة القطيف ذات الغالبية الشيعية. ملاذ كما يشير الكاتب لتوفير قطر ملاذاً لأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين ولإرهابيين معروفين. وتؤوي الإمارة أيضاً يوسف القرضاوي، المرشد الروحي للإخوان المسلمين، وخالد مشعل زعيم حماس، حتى وقت قريب، وعباس مدني، الزعيم الإسلامي الجزائري، فضلاً عن عدد من قادة طالبان. ولم يقتصر الأمر على منح قطر أولئك المتطرفين مأوى، بل وفرت لهم، عبر قناة الجزيرة، منصة يجمعون من خلالها الأموال، ويتواصلون مع أتباعهم ويعززون مكانتهم.
ازدواجية ويشير شرابي أيضاً إلى علاقات تجارية لقطر مع الجمهورية الإسلامية. وفي 4 إبريل( نيسان) الماضي، أعلنت الدوحة العودة لإنتاج الغاز من حقل الشمال البحري، أكبر حقول الغاز في البلاد والمشترك مع إيران، بعد توقف اختياري لمدة 12 عاماً، وهي الفترة التي كانت إيران تخضع فيها لحظر وعقوبات لاتمكنها من استغلال الحقل الذي تسميه "ساوث بارس".
آخر قشة وبحسب الكاتب، جاء دعم قطرلإيران بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لجيرانها. ففي حين تحاول وزارة الخارجية الأمريكية التزام الحياد، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر وضوحاً في مطالبته قطر لوقف تمويل أعداء أمريكا. ويرى شرابي أن قطر مطالبة بالتوقف عن تمويل مجموعات صنفها جيرانها وأمريكا منظمة إرهابية، ويجب تسليم قادة الإرهاب الذين تؤويهم لكي يحاكموا في أوطانهم الأصلية.