تنتهج دولة قطر سياسة عدائية تجاه شقيقاتها العربية والإسلامية من خلال تغذيتها لأعمال الفوضى واحتضانها لشخصيات إرهابية داخل أراضيها ، هذه السياسية ليست وليدة اللحظة بل مهد لذلك غريزتها في التزعم التي بدأت أواخر القرن المنصرم والتي ترافقت أيضاً مع تأسيسها لقناة الجزيرة لتصبح فيما بعد أداة قوية في يد النظام القطري يسخرها كيف ما يشاء لمهاجمة الأنظمة العربية التي لها موقف واضح من جماعة الإخوان المسلمين الحليف الإستراتيجي للدوحة ! ولعل تجلي الموقف بشكل أوضح كان في عام 2011 حينما انحازت دولة قطر للجماعات الإسلامية المتمثلة في فروع جماعة الإخوان في الدول العربية التي شهدت موجة الربيع العربي ، وعملت بشكل صريح على النيل من المؤوسسات الرسمية فيها حتى وصل الحال بها إلى التحريض على جيوش تلك الدول خدمة لتوسع الإرهاب التي تموله أيضاً وتدعمه بالمال والسلاح في عدد من الدول العربية وليس هناك أي مبرر لدى القيادة القطرية لكي تنكر هذا الأمر البيّن والموثق فما ينشره الجيش الليبي من فديوهات وصور تدين قادة في الجيش القطري وهم يرافقون إرهابيين في ليبيا ويضعون لهم التعليمات إلا خير شاهد على هذا النهج المريب ناهيك عن تغذية الصراع في اليمن ودعم جماعات الإرهاب في جنوباليمن والإنقلاب في الشمال وهي الأسباب التي أدت إلى قطع اليمن لعلاقتها مع الدوحة . كانت مصر هي من أولى الدول التي اكتوت بنار الفتنة القطرية عقب أحداث 25 يناير 2011 التي أطاحت بنظام حسني مبارك ، وما انفكت عن مهاجمة المجلس العسكري الحاكم تارة عبر قناة الجزيرة وأخرى عبر دعم المظاهرات وأعمال الفوضى التي سادت في تلك الفترة حتى وصل الحال بها إلى وصف ثورة 30 يونيو التي قامت ضد حكم الإخوان "بالإنقلاب" والتغطية عن جرائم الجماعة التي صنفت كجماعة إرهابية من قبل مصر والسعودية والإمارات والبحرين ولم تكترث قطر بتلك الخطوة وراحت في توطيد علاقتها بالجماعة حتى ظهروا وهم يهاجموا الدول العربية من أرضها وعبر وسائلها الإعلامية . عدم وفاء قطر بتعهداتها التي قطعتها بعد حادثة سحب سفراء دول الخليج منها عام 2014 أدى إلى هذا اليوم التي وجدت فيه الدوحة نفسها في عزلة من جيرانها وأكبر دولتين عربيتين "مصر ، السعودية " ، قرار قطع العلاقات مع قطر من دول عربية عدة خطوة صائبة وإن أتت متأخرة ، سياسة قذرة تلك التي تنتهجها الدوحة من خلال استقواءها بتركيا واستجلاب قوات لها إلى أرضها لمواجهة ما تسميه عبثاً حصاراً من قبل شقيقتها العربية وهي مراهقة في نهايتها للقيادة هناك فالموقف العربي أقوى ما يكون للتصدي لهذا العبث . ليس أمام قطر من خيار سوى الخروج من قوقعة دعم الجماعات المتطرفة التي لم تجني من دعمها سوى المزيد من العزلة والشتات وربما يصل الحال بها لأن تتحول إلى دولة "فاشلة" بالنظر إلى المعطيات الراهنة ولعل رفضها للمطالب المقدمة لها من دول التحالف الرباعي قطع الشعرة الوحيدة الممتدة لها لعودتها إلى البيت العربي بإنتظار ما سيتمخض عنه الإجتماع المرتقب خلال الساعات القادمة في القاهرة لوزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين الذي من المتوقع أن يرسم الموقف الأخير للعلاقة مع قطر وهي القطيعة النهائية والعقوبات الإقتصادية وبذلك تكون قطر قد اختارت لنفسها هذا الواقع الجديد المنعزل عن المحيط العربي والإسلامي على حساب تمسكها بالجماعات المتطرفة التي تعبث بأمن المنطقة!