يظل ابوحنظلة السوداني رقما صعبا في مجال فن الزوامل والشيلات الشعبية . يكاد ان يصبح ظاهرة فنية ان لم بالفعل ظاهرة استثنائية ومتفردة .. قياسا بالحضور الطاغي والانتشار الواسع والجماهيرية التي حققها في وقت قصير جدا وبلوغ شهرته ارجاء اليمن من أول ظهور فني له على الساحة . فرض ابوحنظلة نفسه على الجميع بموهبته وملكاته الابداعية .. صنع نفسه وحده بإمكانياته الذاتية ولم يحظى مثل كافة الفنانيين بأي رعاية او تبني ودعم من اي جهة رسمية او غيرها .. ولا ساهمت اللوبيات الاعلامية في صناعة نجوميته وتسويقه والترويج له .. ورغم كل ذلك نجح ابوحنظلة نجاحا كبيرا جدا بموهبته شعرا وصوتا واداء وذكاء في اختيار وتقديم الاعمال التراثية .. شيلات الفخر والحرب والقبيلة والمرجلة والنخوة والحمية والوطنية . حتى الآن .. ابوحنظلة هو الاسم الابرز ؛ تداولا ومتابعة واستماعا ومتابعة لنتاجه ؛ بين اليمنيين في الداخل ؛ والخارج .. ويكاد ان يكون الوحيد الذي يوحد كل ابناء الوطن في جميع المحافظات ومن مختلف التوجهات والانتماءات وفرقاء السياسة واعداء المعركة .. لأنه يؤدي أعمال تتغنى بحب اليمن وتتفاخر بالارض والانسان والتاريخ اليمني .. فيكسب اعجاب واحترام الناس .. صغارا وكبارا .. جنوبا وشمالا .. نساءا ورجالا .. المتصارعين والمتحاربين .. البسطاء والنخبة .. اهل الريف وسكان المدن . في كافة الامكنة والايام .. الكل يسمعون شيلات ابوحنظلة وينطربون لألحانها وكلماتها وايقاعاتها وينتعشون مع تقاسيمها .. يتحمسون وينتعشون ويطنخون حد التمايل والرقص والتفاعل مع كل شيلة تتجدد بأفكار وقضايا ونغم واسلوب وتنويع .. من شيلة الى شيلة جديدة .. مما يجعل ابوحنظلة محط متابعة وترقب وجدل وانتظار لما سيقدمه لاحقا .. فيبقى السوداني المبدع محور سؤال وحديث غير منقطع . اينماتكون في بيت او شارع او سوق او اجتماع او سيارة او وسيلة مواصلات اومكان عام او مناسبة ..الا وتجد ابوحنظلة متواجدا ونجما يتسيد الواجهة .. لقد استطاع انتزاع حب جارف له نتيجة حرصه على البقاء مطربا لكل يمني دون استثناء .. متجنبا الانحياز لطرف ضد طرف في ما يقدمه من شيلات .. محتفظا لنفسه بموقفه الشخصي الخاص مع وضد طرف معين من اطراف النزاع وفق قناعاته الذاتية التي يفصل بينها وبين نتاجه الفني ولا يسمح للسياسة وحسابات واطرافها ان تدخل الى شيلاته .. تلك الشيلات التي يحضر فيها اليمن واليمنيين .. مجدا وبطولة وقيم وأصالة وعزة وكرامة . للشاعر والمنشد والفنان البديع ابوحنظلة .. عذب التحايا والثناء ولكل الشعراء الذين يتحفنا ببديع قصائدهم المجلجلة بأرقى ابيات البلاغة وأبهى الصور الشعرية .. في حب اليمن وقبائل ورجال ومناطق اليمن .. عبر حنجرته الساحرة وصوته الشجي النابض بعنفوان بدو الجبال وشيكمة المزارع والجندي والمواطن والعامل والمغترب والطالب اليمني المكافح والشهم الأبي .. القادم من حضارات حمير وشمر وتبع وسبأ وبلقيس وغمدان وقتبان وصنعاء وحضرموت وثعدة وعدن وتهامة والبيضاء قصيعر والصيعر ويافع وعنس وشرعب ووصاب .. شوافع وزيود .. يمانيون يحتزمون مع ابوحنظلة بالجنبية ويضعون فوق الراس شال .. ويا ابن سودان الوفاء .. صوتك ال برى حال الملايين .. صاروا مدمنين عليه كلما ترنمت زاملا وشيلة وموالا .. تسحرنا به وبمذاق الحلوى ورائحة الفل وطعم البن التي تمزجها ببراعه في كل عمل تهديه لجمهورك .. فتشعل بين الجوانح الولاء والحب والانتماء للقيم الوطنية .. وتزيدنا شغفا وايمانا وارتباطا بالوطن حتى ونحن نعيش على ثراه .