يعقد زعيم المعارضة التركية كمال كيليتشدار أوغلو السبت "مؤتمرا من أجل العدالة" يستمر أربعة أيام لتثمين نجاح "المسيرة من أجل العدالة" التي كان قد نظمها وللتنديد بالانتهاكات المنسوبة للرئيس رجب طيب أردوغان. ويعقد رئيس حزب الشعب الجمهوري هذا المؤتمر في ساحة مكشوفة في محافظة جاناكالي، شمال غرب تركيا، ويشمل كل يوم جلسات عمل تتطرق إلى مختلف انتهاكات حقوق الإنسان التي تنسب إلى السلطة التركية. ويعقد أردوغان من جهته السبت تجمعا كبيرا في مالازغرد، شرق تركيا، لإحياء ذكرى المعركة التي هزم فيها جيش سلطان سلجوقي البيزنطيين عام 1071. واختيار حزب الشعب الجمهوري جاناكالي يرتدي طابعا رمزيا كبيرا، إذ إنها شهدت معركة غاليبولي التي صد خلالها الجيش العثماني القوات المتحالفة أثناء الحرب العالمية الأولى. وباتت هذه المعركة رمزا للمقاومة التي أدت إلى تأسيس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة عام 1923. وكان كمال كيليتشدار أوغلو قد قطع في بداية صيف 2017 مشيا على الأقدام نحو 450 كلم، من أنقرة إلى إسطنبول للاحتجاج على اعتقال نائب من حزبه هو أنيس بربر أوغلو الذي حكم عليه بالسجن 25 عاما لتسريبه معلومات سرية إلى صحيفة "جمهورييت" المعارضة. ورفع خلال تلك المسيرة شعار واحد هو "العدالة"، وبلغت أوجها مع وصولها إلى إسطنبول مع تجمع لمئات آلاف الأشخاص. ورأى كمال كيليتشدار أوغلو في مقابلة مع قناة "أن تي في" مساء الأربعاء أن "المسيرة من أجل العدالة فاقت المعتاد". وأضاف "لقيت دعما من الجماهير لم أكن أنا نفسي أتوقعه لأن هذا البلد متعطش للعدالة". وأوقفت السلطات التركية منذ محاولة الانقلاب في تموز/ يوليو 2016 وحالة الطوارئ التي تلتها، أكثر من خمسين ألف شخص. وطرد أو أوقف عن العمل أكثر من 140 ألفا آخرين بينهم جامعيون وقضاة وعسكريون وأمنيون. وألمح أردوغان مرارا إلى أن زعيم حزب الشعب الجمهوري قد يتعرض للتحقيق لكن مسؤولين في الحكومة شددوا على أن لا شيء من هذا قيد الإعداد. وفاز أردوغان في نيسان/ أبريل 2017 باستفتاء لتوسيع سلطاته. وتتحضر الأحزاب التركية لانتخابات رئاسية وتشريعية مقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.