تحدثت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية عن التعديلات الوزارية الجديدة فى مصر، قائلة إن الإسلاميين يعززون قبضتهم على السلطة فى مصر، فلقد أجرى الرئيس محمد مرسى تعديل داخل مجلس الوزراء يقوى وضع جماعة الإخوان المسلمين فى الوزارات الرئيسية ويثير المزيد من شكاوى المعارضة. وقد طالبت المعارضة طويلا مرسى بتشكيل حكومة أكثر شمولا بحيث تضم ليبراليين ومعتدلين وأقباط ونساء، قبل إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة هذا العام، كما سعت إلى تغيير رئيس الوزراء هشام قنديل، الذى يفتقر للخبرة السياسية والكاريزما. ومع ذلك فإن قنديل بقى فى منصبه وساعد على تشكيل الحكومة الجديدة التى تضم 10 وزراء على صلة بحزب الحرية والعدالة الحاكم، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، ولفتت الصحيفة إلى أن العديد من الوزراء غير المنتميين للحرية والعدالة ينظر إليهم بأنهم متحالفون مع الرئيس والإخوان. ورغم شكاوى المعارضة من احتكار الإخوان للسلطة، فإنه لم يتم تعيين أى وزير من المعارضة، وبينما تسبب كل من وزيرى الداخلية والإعلام فى الكثير من الجدل، فإنهم احتفظوا بمناصبهم. وقد أسفرت التعديلات الوزارية عن إقالة اثنين من الوزراء، غير المنتمين للإخوان المسلمين، وهما الذين كانا يتولايا المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولى للحصول على قرض بقيمة 4.8 مليار دولار لدعم الاقتصاد المصرى المتعثر، حيث تم استبدال كل من وزيرى المالية والتخطيط والتعاون الدولى بآخرين إسلاميين. والتعيينات الجديدة فى هاتين الوزارتين قد تعنى إعادة المفاوضات مع صندوق النقد الدولى من جديد، مما قد يشير إلى قوة دفع جديدة للمحادثات، وفقا لتقرير صادر عن محللى كابيتال إيكونومكس فى لندن، غير أنه بدون التوافق السياسى حول خفض نظام الدعم، فإن أى تقدم فى المحادثات لن يكون محتملا، يحذر التقرير. وقامت حكومة مرسى بجهود عديدة لصياغة إصلاحات من شأنها أن ترضى صندوق النقد الدولى، غير أن أعضاء جماعته قاموا بعمل أى خطط لخفض دعم الوقود أو الطعام، خشية من الاضطرابات فى الشارع، مما أسفر عن مزيد من استنزاف احتياطى النقد الأجنبى.
وأشارت وول ستريت جورنمال، إلى أن تشديد قبضة الإخوان على الحكومة انعكست أيضا فى تعيين أحمد سليمان، العضو البارز فى حزب الحرية والعدالة، كوزير للعدل. وأضافت أن تعيين المستشار حاتم بجاتو، الذى أشرف على الانتخابات البرلمانية والرئاسية العام الماضى، يأتى فى وقت حرج حيث يسعى مرسى للفوز بولاء النظام القضائى، الذى كان من أشد المعارضين للرئيس الإسلامى وجماعته. ولفتت إلى عدم تعيين أى امرأة فى التعديل الوزارى الجديد، مما قد يثير غضب الناشطات، وقالت الإعلامية والمرشحة السابقة لرئاسة الجمهورية بثينة كامل: "إن هذا التعديل سيشعل الموجة الجديدة من الثورة المصرية".