أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الخميس رفع الحظر المفروض على إرسال المعتقلين اليمنيين من سجن غوانتانامو إلى اليمن، وقيد نطاق ما وصفها سلفه جورج بوش بأنها حرب عالمية على الارهاب بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001. وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي طالب الإدارة الامريكية بتسليم المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو إلى بلاده، وقال إن صنعاء ستبني مركزاً لإعادة تأهيلهم على نفقتها، بعد أن كان الرئيس السابق علي عبدالله صالح يشترط على واشنطن تمويل مركز مشابه. وألقى الرئيس الأميركي خطاباً في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن حدد فيه إطارا جديدا للإستراتيجية الأميركية لمكافحة «الإرهاب»، وضوابط استخدام الطائرات بلا طيار، وقال إنه بعد افغانستان لا يجب ان تخوض الولاياتالمتحدة حرباً بلا نهاية على الارهاب وانما يجب ان تفكك شبكات «ارهابية» معينة تهدد امريكا. واضاف «امتنا ما زالت مهددة من الارهابيين». وتابع «لكننا يجب ان ندرك ان التهديد تحول وتطور عن ذلك الذي وصل الى شواطئنا يوم 9 سبتمبر». وأكد أوباما، في خطابه انه قرر رفع الحظر عن نقل معتقلين يمنيين بغوانتانامو، وشدد على مواصلة العمل على إغلاق المعتقل، كما تطرق إلى الإضراب عن الطعام بين نزلاء السجن قائلا إن إرغامهم على الطعام لا يتوافق مع الأخلاقيات الأمريكية. ولفت في خطابه الذي قاطعته مرارا صرخات سيدة كانت تحتج على الوضع في غوانتانامو إلى أن بلاده تواجه خطر جماعات تستخدم «الإرهاب» لأهداف سياسة، مثل حزب الله اللبناني، ورأى أن وضع الدول العربية أوجد مكانا «للإرهاب» بليبيا وسوريا. حسب قوله. ودافع أوباما بقوة عن استخدام بلاده طائرات بدون طيار. وقال إنه وقع يوم الأربعاء على وثيقة تقنن الخطوط الارشادية لاستخدام القوة ضد «الارهابيين». وقال ايضا انه قبل شن اي ضربات بطائرات بدون طيار ينبغي توفر تأكيد شبه تام بأن الهجوم لن يسفر عن قتل او جرح مدنيين. وقال ان الطائرات بدون طيار أثبتت نجاحها، مضيفا: «العمليات الإرهابية أوقعت خسائر أكثر بكثير من الطائرات العاملة دون طيار»، رداً منه على الانتقادات التي تشير إلى الخسائر البشرية الناتجة عن تلك الضربات الجوية. وذكر أوباما أن سياسة الولاياتالمتحدة تنطوي على تفضيل اعتقال المشتبه بهم، وأكد كلامه من خلال الإشارة إلى أن العقد الماضي شهد نقل آلاف السجناء إلى السلطات العراقية في العراق، ونقل السلطة في أفغانستان للأفغان، بينما ظل استثناء وحيد هو غوانتانامو. وبحسب أوباما، فلم يسبق أن فر أحد من السجون المشددة الحراسة على الأراضي الأمريكية قد سبق للقضاء الأمريكي أن أصدر أحكما على أشخاص بعضهم أخطر من المعتقلين في غوانتانامو، ما يدل على أن بإمكان الجهاز القضائي الأمريكي الحالي ملاحقتهم. وشدد أوباما على أن خطر تنفيذ عمليات عسكرية مباشرة عبر تدخل بري في المستقبل، بعيدا عن الغارات الخاصة بالطائرات العاملة دون طيار، معتبرا أن أي عملية عسكرية خارج أمريكا «تهدد بتشكيل خصوم» لواشنطن في الخارج. وأكد أوباما رفضه استخدام تلك الطائرات على الأراضي الأمريكية وضد مواطنين أمريكيين، ولكنه قال إن المواطن الأمريكي الذي يخرج خارج بلاده ويبدأ بشن حرب ضدها لا يمكن له الاستفادة من حصانة جنسيته، واعتبر في هذا السياق إنه كان سيشعر بالتقصير لو أن الغارة ضد رجل الدين الأمريكي اليمني الأصل، أنور العولقي، لم تنفذ.