اعلنت منظمتان مسلمتان في الولاياتالمتحدة ، بعدما بدأ مطار اوهارا الدولي في شيكاغو استخدام اجهزة المسح الضوئي، ان هذه الأجهزة مخالفة لتعاليم الاسلام. ويأتي اعلان المنظمتين في اطار الجدل الدائر حول عمل هذه الأجهزة التي يقول بعض منتقديها انها تقوم عمليا بتعرية الشخص التي يخضع لفحصها لأن تكنولوجيتها تخترق الألبسة لتعرض معالم جسم المسافر بالتفصيل . وكانت ادارة أمن النقل الاميركية نشرت 150 جهازا للمسح الضوئي في 21 مطارا في عموم الولاياتالمتحدة خلال شهر آذار/مارس لأسباب منها رد فعل على محاولة تفجير طائرة ركاب كانت متجهة الى ديترويت في يوم عيد الميلاد. وكان الانتحاري الذي حاول تفجير الطائرة أخفى مواد صنع العبوة الناسفة في ملابسه الداخلية، ويقول خبراء انه لو كانت اجهزة المسح الضوئي تعمل في المطار الذي مر به لاكتشفتها. تتوقع ادارة أمن النقل استخدام 300 جهاز آخر من أجهزة المسح الضوئي في تسعة مطارات اضافية بحلول نهاية العام الحالي. ولكن مسؤولين أمنيين يؤكدون انهم سيتمكنون من مراعاة رغبات المسافرين الذيبن يعترضون على مسح اجسامهم ضوئيا، مسلمين كانوا أو غير مسلمين. وتنقل صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن الناطق باسم ادارة امن النقل جيم فوتينوس قوله ان التكنولوجيا "اختيارية تماما لكل المسافرين" والذين يختارون عدم المشاركة يتلقون "مستوى مساويا من الفحص الذي يشمل المرور عبر جهاز الكشف عن المعادن والخضوع لعملية تفتيش يدوي يقوم بها ضابط أو ضابطة حسب جنس المسافر". يقول مجلس الفقه في اميركا الشمالية الذي يتواجد مقره في بلينفيلد بولاية انديانا ان التصوير الشعائي ينتهك احكام الاسلام. واصدر المجلس في شباط/فبراير بيانا قال فيه "ان تصوير الجسم بالكامل يتعارض مع تعاليم الاسلام والقانون الطبيعي وكل الديانات السماوية والثقافات التي تنادي باللياقة والاحتشام". واضاف البيان ان التكنولوجيا انتهاك لتعاليم الاسلام الواضحة بشأن رؤية الرجل العاري أو المرأة العارية، ولا بد من وجود حجة دامغة لضرورة ذلك وان الاستثناء من هذه القاعدة يجب ان يكون متناسبا مع الضرورة البيِّنة. مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية وهو منظمة للحقوق المدنية ومقرها في واشنطن، اتفق مع ما اعلنه مجلس الفقه وقال مدير الاتصالات الوطنية في المجلس ابراهيم هوبر ان منظمته تعتزم رصد هواجس المسلمين وتحفظاتهم إزاء اجهزة المسح الضوئي قبل ان تقرر الاجراءات التالية التي ستتخذها. واكد هوبر ان الحشمة مبدأ أساسي في العقيدة الاسلامية مشيرا الى ان الأشخاص مستعدون للالتزام بكل التعليمات من أجل الأمن "ولكن هذه ليست هي المسألة. فالجميع يريدون السلامة والمسلمون يسافرون جوا مثلهم مثل الآخرين..... ويستطيع المرء ان يكون بسلام وأمان ويحافظ على حقوق الخصوصية" في الوقت نفسه. تؤكد ادارة امن النقل بقاء الشخص الذي يخضع للمسح الضوئي مجهول الهوية موضحة ان ضباطا يفحصون الصور في موقع بعيد ولا يرون ابدا المسافرين أنفسهم وان ما يرونه على الشاشة يُمحا تلقائيا من الجهاز ما ان يمر المسافر عبر الجهاز وتُفحص صورته. وبحسب موقع ادارة أمن النقل على الانترنت فان ما يراه ضباط الأمن من جسم المسافر هو اشبه بالتخطيط الطباشيري أو نيجيتيف الصورة الفوتوغرافية، حسب الجهاز المستخدم وبذلك ضمان خصوصية المسافر. ولكن مجلس الفقه في اميركا الشمالية دعا اتباعه الى ان يطلبوا التفتيش اليدوي بديلا من المرور عبر جهاز المسح الضوئي. وطالب هوبر مدير الاتصالات الوطنية في مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية بزيادة الاعتمادات الفيدرالية لتمويل تكنولوجيات فحص بديلة لا تحتاج الى مسح بصري مثل جهاز "بولر" الذي يتعرف على الجسيمات الكيمياوية التي يحملها شخص ما على جسمه وتحليلها لمعرفة ما إذا كانت ضارة أو لا. يقول الناطق باسم ادارة امن النقل فوتينوس ان الخيارات المتاحة الآن ينبغي ألا تؤثر تأثيرا كبيرا على انسيابية الحركة عند نقاط التفتيش مشيرا الى ان هذه الحركة في 19 مطارا اميركيا تبين ان التأخيرات ناجمة بالدرجة الرئيسة عن تفتيش الأمتعة التي يحملها المسافرون بأيديهم.
