قال استشاري الأمراض النفسية والعصبية العراقي الدكتور حيدر إبراهيم علوي أن القات وزواج الأقارب، إلى جانب الظروف الحياتية الاجتماعية مثل الفقر والبطالة والتوترات العائلية، تقف وراء أغلب حالات المصابين النفسيين باليمن. وأكد في حديث مع" براقش نت" أن القات يعد أحد الأسباب المديمة لحالات المرضى النفسيين المصابين بالذهانات والفصام، فهو يقلل امتصاص الأدوية المضادة لمرض الذهان، ومن جانب آخر يعمل على زيادة نفس المادة التي نعتقد أنها هي المسببة للمرض. وأوضح قائلا "القات يعمل كما تعمل مادة الأمفتامين، وهي إحدى المواد المنبهة في الدماغ، ومادة الأمفتامين تزيد من مادة الدوباميم التي تؤدي زيادتها للهلاوس"، مؤكدا أن هناك مرضى بالذهان ناتج عن تناول القات. ورأى الدكتور علوي الذي يدير بصنعاء منذ سنوات مستوصفا للأمراض النفسية والعصبية أن الشيء الجيد في اليمن هو أن الإدمان على الخمر قليل جدا، لأنه مجتمع إسلامي محافظ، إلى جانب أن استخدام الحبوب المخدرة ضئيل جدا. زواج الأقارب وتختلف مشكلة الأمراض النفسية من مجتمع إلى آخر، إلا أن المجتمع اليمني يتميز بأن بعض الأمراض النفسية التي لها جوانب وراثية مثل الذهانات والفصام والهوس وغيرها، وتبدو أكثر في عوائل أكثر من غيرها وذلك يعود لزواج الأقارب. وبحسب الدكتور علوي فإن مرض الفصام في المجتمع العام تكون نسبته واحد إلى مائة مليون، وتصل النسبة في الأسرة التي بينها زواج أقارب إلى 10%، بينما في التوائم المتماثلة تصل النسبة إلى 45%. وقال إن الوقاية من المرض تتم حتى قبل الولادة، ويتمثل في اختيار الزوجة بعيدا عن الأقارب، وبعد ذلك رعاية الحمل طبيا، ثم الحرص على الولادة بالمستشفى وليس في البيت. وتطرق إلى العوامل الكيماوية والبايوكيماوية، مثل النواقل العصبية في الدماغ إذا ازدادت مثل مادة الدوباميم التي تعتبر السبب الرئيسي للمرض، فمن الممكن أن تؤدي إلى الهلاوس والشكوك والتوهمات والتخيلات للمريض. العلاج بالقرآن وارتفعت في الآونة الأخيرة نسبة المترددين على عيادات الأطباء النفسيين والمشافي العامة والخاصة المتخصصة في الأمراض النفسية والعصبية، وأرجع الدكتور علوي ذلك إلى زيادة الوعي لدى شرائح المجتمع المختلفة. ويظهر من سجلات المستوصف الذي يعمل به أن نسبة المرضى الذين ترددوا عليه عالية، فخلال السنوات الخمس الماضية تجاوز عددهم 3350 حالة، رجالا ونساء، معظمهم ينقطعون عن تلقي ومتابعة العلاج. واعتبر الاستشاري العراقي أن قبول المجتمع بالمريض النفسي والعقلي، وأنه يحتاج للعلاج كما المريض العضوي، سيؤدي إلى زيادة المراجعين من المرضى للأطباء النفسيين وأخذ العلاج للخروج من حالاتهم المرضية. وتحدث عن أن كثيرا من المرضى النفسيين وكذلك أسرهم يخشون من" الوصمة الاجتماعية"، حتى أنهم يمتنعون عن مراجعة الطبيب النفسي حتى لا يقال عن المريض منهم بأنه مجنون. ولفت إلى كثير من الناس يميلون إلى الذهاب للمعالجين بالقرآن، بسبب أن كثير منهم يعتقدون أن المريض النفسي مصاب بعين أو حسد أو مس شيطاني، وأكد" إن عملية الرقية الشرعية تساعد المريض فعلا من التخلص من المرض". وأشار إلى أن المراجعين لمستشفيات الأمراض النفسية والعصبية من ذوي الحالات الشديدة تصل نسبتهم إلى 23%، في حين أن المراجعين للمعالجين الشعبيين سواء بالقرآن أو الطب الشعبي تصل نسبتهم إلى 46%. وقال إن المرض النفسي لا يؤثر على البصيرة لدى المريض، ولذلك يميل الكثير إلى الطرق الشعبية في العلاج، خصوصا وأن الكثيرين لا يتقبلون العلاجات الكيماوية.