كان لا بد من عملية عسكرية واسعة وحاسمة ضد فلول الجماعات الإرهابية في اليمن، كجماعة «القاعدة»، بالتوازي مع المعركة الدائرة ضد جماعة الحوثي في أكثر من محافظة وموقع، من أجل استكمال عملية التحرير وتطهير اليمن من كل القوى التي تعمل على استخدامه مطية لمصالح ومطامح الآخرين، واستعادته يمناً سعيداً حراً مستقلاً. بعد يوم واحد فقط، من إطلاق «عملية الفيصل» تمكن الجيش اليمني الوطني، وبدعم لوجستي بري وجوي من القوات الإماراتية التي تعمل ضمن التحالف العربي، من تحقيق إنجاز مهم في تطهير وادي المسيني في حضرموت من جيوب وأوكار عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، كخطوة أولى على طريق اجتثاث هذا التنظيم الإرهابي من كل اليمن، وقطع دابره، والحيلولة دون أية محاولة قد يقوم بها لالتقاط الأنفاس، واستعادة الروح، والسعي للتمدد، ومواصلة عملية التخريب والتدمير، أسوة بما فعل في أقطار عربية أخرى. وأهمية العملية تكمن في أن هذه المعركة، والإصرار على حسمها في أسرع وقت ممكن، وتخليص اليمن من شرور هذا التنظيم، لن تمكنه بعد الآن من النهوض مجدداً، وتقضي على أي أمل له بإمكانية التوسع داخل اليمن، أو التمدد خارجه. هي معركة فاصلة، نسبة لتسميتها، لا تراجع فيها ولا تهاون. الهدف واضح وصريح، هو اجتثاث الإرهاب من جذوره، واقتلاعه من أرض اليمن إلى الأبد. المعركة ضد الإرهاب لا تحتمل أنصاف الحلول، ولا المساومة، ولا المهادنة، ولا التعامل بسياسة النفس الطويل، لأنه تنظيم دموي لا إنساني، ولا أخلاقي. هو شر مطلق لا يمكن التعايش معه، ولا بد من ضربه بقوة، وعزم، وحسم. لذلك، فإن قوات الجيش اليمني وبدعم من القوات الإماراتية تستعجل الحسم، وقد تمكنت خلال 24 ساعة من السيطرة على معظم وادي المسيني الذي يعد من أهم معاقل «القاعدة» في اليمن، الذي يستخدم كمنصة لأعمال إرهابية في مناطق يمنية أخرى. العملية التي تتم باحترافية عالية، وثقة مطلقة بالنصر، أنجزت جزءاً مهماً من المعركة، وكبّدت الإرهابيين خسائر فادحة، كما تم أسر آخرين.. وهي متواصلة بعزيمة أكبر لتحقيق النصر النهائي. سوف يسجل لقوات الإمارات أنها كما عهدناها دوماً، في كامل الجهوزية والاستعداد لتلبية نداء الواجب لحماية الوطن والذود عن حياضه، وعلى استعداد لتلبية أية مهمة وطنية وقومية أخرى على امتداد الساحة العربية دفاعاً عن حق، أو حماية لشعب، أو ذوداً عن وطن يتعرض للعدوان.. لقد فعلتها في لبنان، وفي الصومال، وفي معركة استرداد الكويت، وهي تفعلها الآن في اليمن إيماناً بوحدة المسيرة والمصير، ومن أجل استعادة اليمن إلى حضن أمته، بعد تخليصه من كل أشكال الإرهاب.