أكد خبراء اقتصاديون أن اعتراف وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركى "تانير يلديز" بخسارة بلاده 300 مليون دولار، بسبب الأحداث المتوترة فى مصر، لاعتماد أنقرة بشكل شبه كامل على استيراد احتياجاتها من الطاقة من الخارج، بداية للضغط الاقتصادى على نظام "أردوغان" للتراجع عن تصريحاته بشأن مصر. وقال الخبير الاقتصادى حمدى عبد العظيم، الرئيس السابق لأكاديمية السادات، إن تركيا تعتمد بشكل كبير على استيراد مشتقات البترول من مصر منذ فترة طويلة، وتوتر العلاقات السياسية بين القاهرةوأنقرة، تسبب فى خسارتها فى جانب البترول والطاقة. وأضاف عبد العظيم، فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أن مصر تصدر مشتقات البترول أيضا لعدد من الدول الأوروبية، ولم تتوقف مثلما توقفت مع أنقرة، مما تسبب فى خسارتها 300 مليون دولار، كما ذكر وزير الطاقة والموارد الطبيعية. وردا على الاتجاه لتقليص حجم التبادل التجارى بين مصر وتركيا، بسبب مقاطعة بعض المنتجات التركية، أكد حمدى عبد العظيم أن تركيا يمكن أن تفقد تصدير منتجات يزيد حجمها على 4 مليارات دولار لمصر. وأشار الخبير الاقتصادى حمدى عبد عبد العظيم إلى أن تركيا تصدر لعدد من البلدان الأفريقية منتجاتها عن طريق مصر، مما يجعل مصر تتحكم فى جزء كبير من اقتصادها الخارجى بسبب تصريحات رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وليس مع الشعب التركى ككل. ومن جانبه أكد مسئول ملف الشراكة الأوروبية فى وزارة التعاون الدولى السفير جمال بيومى، أن تركيا ليست ممثلة فى رئيس الوزراء رجب أردوغان وعدائه مع مصر، ولكن الخسارة بسبب تصريحاته الأخيرة. وأضاف بيومى ل"اليوم السابع" أن مصر تصدر لتركيا الكثير من مشتقات البترول، ولا يسعدنا كمصريين أن نخسر الشعب التركى بسبب شخص، ولكن هناك وسائل تستطيع مصر من خلالها الضغط على النظام التركى الحالى بالتوقف عن تصريحاته. وأكد بيومى أن هناك اتفاقيات بين مصر وتركيا طويلة الأجل ربما تتوقف وتعود للتنفيذ مجددا بسبب توتر الأحداث بين البلدين فى الوقت الحالى. وكان وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركى "تانير يلديز" قد قال فى تصريحات رسمية له "إن الأحداث فى مصر والتى اندلعت قبل نحو شهرين مع عزل الرئيس محمد مرسى أصابت اقتصاد بلاده بضربة قاضية، بسبب اعتمادها بشكل شبه كامل على استيراد احتياجاتها من الطاقة من الخارج. وأضاف يلديز، خلال حضوره مراسم افتتاح إحدى منشآت الطاقة بالعاصمة أنقرة. وأضاف أن الأحداث التى تشهدها مصر تسببت فى أن تدفع تركيا ما يقرب من 300 مليون دولار إضافية للحصول على احتياجاتها من النفط والغاز الطبيعى على مدار الشهرين الماضيين. وأوضح يلديز أن سعر برميل النفط قفز من 103 إلى 113 دولارًا، بسبب ما يحدث فى مصر التى تعتبر من البلدان صاحبة الكلمة العليا فى هذا المجال، مؤكّدًا العلاقة الوثيقة التى تربط الاضطرابات السياسية بأسعار العملات الأجنبية، وبالتالى أسعار موارد الطاقة. وبلغ حجم التبادل التجارى بين مصر وتركيا نحو 5.027 مليارات دولار فى عام 2012، منها واردات تركية لمصر بنحو 3.46 مليارات دولار، بينما وصلت صادرات مصرية لتركيا بنحو 1.567 مليار دولار. من جانبه قال الكاتب البريطانى روبرت فيسك إن واشنطن التى كانت تجعل الشرق الأوسط من قبل يرتعش، لم يعد أحد يأخذها على محمل الجد، مشيرا إلى أن قادة الغرب الحاليين يدفعون ثمن خيانة الأمانة من قبل الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش وحليفه رئيس وزراء بريطانيا الأسبق تونى بلير. وأوضح فيسك فى مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن لبنان وسوريا ومصر، دول كانت ترتعد من قبل عندما تتحدث واشنطن، لكنها تضحك الآن. والأمر لا يتعلق فقط بما حدث لرجال الدولة فى الماضى. فلا أحد يعتقد أن كاميرون مثل تشرشل أو أن الرجل السخيف فى البيت الأبيض، يقصد أوباما، هو روزفيلت، على الرغم من أن بوتين ربما يبدو مثل ستالين. ولكن الأمر يتعلق أكثر بالمصداقية. فلم يعد أحد فى الشرق الأوسط يأخذ أمريكا على محمل الجد بعد الآن. وتكفى مشاهدة خطاب أوباما يوم السبت لنعرف السبب. وانتقد فيسك حديث أوباما قائلا إنه تحدث بالطريقة الأكثر عنصرية عن الخلافات الطائفية القديمة فى الشرف الأوسط، وتساءل فيسك: منذ متى ورئيس أمريكا خبير فى مثل هذه الخلافات الطائفية المفترضة.. فطالما ظهرت لنا خرائط للعالم العربى تلون فيها منطق الشيعة والسنة والمسيحيين، لكن لم تظهر صحيفة أو ورقة أمريكية واحدة تحمل خريطة ملونة لواشنطن أو شيكاغو توضح مناطق السود والبيض بالشوارع. ويمضى الكاتب قائلا إن ما كان مذهلا حقا هو مدى جرأة قادة الغرب فى التفكير بأن يستطيعون مرة أخرى إقناع ناخبيهم بأكاذيبهم؟ ويستدرك فيسك قائلا: هذا لا يعنى أن النظام السورى لم يستخدم الغاز ضد شعبه، وهى عبارة أشبه بما كان يقال على صدام حسين عندما أراد الغرب الحرب على العراق، لكن هذا يعنى أن القادة الحاليين فى الغرب يدفعون الآن ثمن خيانة بوش وبلير للأمانة.