لقد كانت الرسالة المنشورة في عدد الأمس.. آخر رسالة كتبتها للبقرة الرائعة ، ومن بعدها انشغلتُ بأمور النادي الخاص بتخليد أسماء رموز الثقافة والفنون في البلد، وانقطعت الرسائل والأخبار أيضاً . المهم بل الأهم في الأمر، أن تضحية البقرة العظيمة التي باعت نفسها لتخلد أسماء مبدعي اليمن العظام لم تذهب هباءً . لقد نجحت الفكرة ، وتحول النادي مع الأيام إلى شعلة ثقافية، وملتقى لكل المبدعين والمثقفين والمفكرين وبعض عساكر الأمن القومي والسياسي معا " وارحبي يا جنازة لا فوق الأموات". حتى أن أغلب رواد النادي اقترحوا عليّ أن ألغي اسم (نادي المبدعين) وأطلق عليه اسم (وزارة الثقافة) ذلك أن كثيراً من الناس البسطاءلم يجدوا فيه التسلية فقط.. بل الثقافة أيضاً . ونزولاً عند رغبة الجميع غيرت اسم النادي .. وأصبحتُ في يومٍ وليلة وزيراً للثقافة،، تصوروا ! يا سلام يا بقرتي العزيزة ! بفضل حنانك وتضحيتك أصبحت في غمضة عين (وزيراً) وبفضل حال المبدعين والمثقفين والمفكرين .. رواد النادي ..عفواً .. رواد الوزارة (قرح الضمار) كله سلف في سلف ! وأصبحتُ خلال ثلاثة شهورٍ فقط من افتتاح نادي الرموز وزيراً طفران ومديوناً للجميع . فهذا واحد من رواد الوزارة فنان شهير طبعاً، لحّن للوطن وللثورة أجمل أغانيه ومع هذا لا يمتلك في جيوبة مصاريف مواصلات. وماكان مني إلا أن أقرضه في كل يوم حق ومواصلات وعشاء وفطور .. ومش أنا الوزير يا بقرتي الحنونة ، وإلا لا؟! إذن لازم أضحي. وهذا شاعر وفنان تشكيلي ومؤلف قصص أطفال لا يمتلك قيمة علبة حليب لطفله المولود !! ومُش أنا الوزير، والا لا ؟ إذن لازم (أحتلِب) وأقرضهُ قيمة الحليب. وهذا مفكر عبقري للأمانة كان من قلق الإبداع يجلس في النادي ويتناول في اليوم الواحد عشرة فناجين شاي وعلبة سيجارة ينفث دخانها في الهواء .. وآخر المساء يغمز لي بإحدى عينيه الحالمتين هامساً: سَجَّل على الحساب . وأنا أسجل طبعا.. مُش أنا الوزير وإلا لا؟ إذن لازم أسجِّل وعلى أُمي !! (يتبع غدا....................)