الرئيس الايراني حسن روحاني الثلاثاء من على منبر الاممالمتحدة ان بلاده لا تشكل "ابدا تهديدا للعالم او لمنطقتها"، داعيا الرئيس الاميركي باراك اوباما الى تجاهل الدعوات الى الحرب واعطاء الاولوية للتفاوض. وقال في خطاب امام الجمعية العامة للمنظمة الدولية بعد ساعات من خطاب مماثل لنظيره الاميركي، "اذا تجنبت (الولاياتالمتحدة) تلبية مصالح مجموعات الضغط المؤيدة للحرب على المدى القصير، يمكننا ان نجد اطارا نعالج فيه خلافاتنا". واضاف ان "الجمهورية الاسلامية في ايران ستتحرك في شكل مسؤول في ما يتعلق بالامن الاقليمي والدولي"، منددا بقوة بالعقوبات التي فرضت على بلاده. وتابع روحاني ان ايران "مستعدة للتعاون (...) في شكل ثنائي ومتعدد الطرف مع افرقاء اخرين مسؤولين"، مكررا ان بلاده لا تنوي امتلاك السلاح النووي. وقال ايضا "ندافع عن السلام المستند الى الديموقراطية وبطاقة الاقتراع في كل انحاء العالم، بما في ذلك في سوريا والبحرين وفي دول اخرى بالمنطقة. ليس هناك حلول عنيفة لازمات العالم". وأعلن انه لم يجتمع بنظريه الاميركي باراك اوباما في نيويوك لان الوقت "لم يكن كافيها" لتحضير هذا اللقاء. وقال روحاني ان "الولاياتالمتحدة اظهرت اهتماما لمثل هذا اللقاء (بينه وبين باراك اوباما) ومن حيث المبدأ يمكن ان يحصل في بعض الظروف". واضاف في مقابلة مع محطة التلفزيون الاميركية سي ان ان "اعتقد انه لم يكن لدينا الوقت الكافي لتنسيق اللقاء فعلا". واشار روحاني مع ذلك الى ان الجليد بدأ "ينكسر" بين واشنطن وطهران "لان المناخ تغير بسبب رغبة الشعب الايراني في اقامة علاقات جديدة". إدانة لاستخدام الطائرات من دون طيار على صعيد آخر، دان الرئيس الايراني الهجمات التي تشنها الطائرات من دون طيار على "ابرياء"، في اشارة الى الاستراتيجية الاميركية لمكافحة الارهاب. وندد روحاني في خطابه امام الجمعية العامة للمنظمة الدولية بالارهاب معتبرا انه "آفة عنيفة"، لكنه تدارك ان "استخدام الطائرات من دون طيار ضد ابرياء باسم مكافحة الارهاب يستوجب ايضا الادانة". وتكثف الولاياتالمتحدة منذ العام 2004 الغارات التي تشنها طائرات من دون طيار في المناطق القبلية بشمال غرب باكستان المحاذي لافغانستان والذي يعتبر معقلا لطالبان ومجموعات اسلامية مسلحة اخرى مثل القاعدة. وهذه الغارات التي تسارعت وتيرتها اعتبارا من 2008 تعتبرها واشنطن سلاحا لا غنى عنه ضد الارهاب رغم انها تخلف ضحايا في صفوف المدنيين. جرائم النازيين بحق اليهود دان الرئيس الايراني حسن روحاني الثلاثاء في مقابلة مع محطة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية "الجرائم التي ارتكبها النازيون بحق اليهود" على عكس ما كان يفعل سلفه محمود احمدي نجاد الذي نفى وجود المحرقة. وردا على سؤال حول المحرقة اليهودية، قال روحاني "كل جريمة ضد الانسانية بما في ذلك الجرائم التي ارتكبها النازيون بحق اليهود هي ذميمة ومدانة". واضاف ان "قتل انسان امر حقير ومدان. ولا فرق عند اذا كان مسيحيا او يهوديا او مسلما" مضيفا "بالنسبة لنا، الامر نفسه". واوضح "هذا الامر لا يعني انه بسبب ارتكاب النازيين جرائم ضد مجموعة ان تقوم هذه المجموعة بمصادرة ارض مجموعة اخرى وتحتلها". وقال ايضا "هذا الامر ايضا هو عمل مدان". وفي مطلع ايلول/سبتمبر، قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد على صفحته في فايسبوك ان ايران تدين "مجزرة اليهود من قبل النازيين" خلال الحرب العالمية الثانية. نتانياهو: خطابه تهكمي ومخادع وردًا على خطاب الرئيس الإيراني، وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خطاب روحاني بانه "تهكمي" و"مخادع" خصوصا في ما يتعلق بالمسالة النووية. وجاء في بيان لمكتب نتانياهو نشره ليل الثلاثاء الاربعاء في القدس "كما كان متوقعا، كان خطاب روحاني تهكميا ومخادعا كليا. تحدث روحاني عن حقوق الانسان في حين ان القوات الايرانية تشارك في مجزرة على نطاق واسع بحق المدنيين الابرياء في سوريا". واضافت ان الرئيس الايراني "دان الارهاب في حين ان النظام الايراني يلجأ الى الارهاب في عشرات الدول بالعالم. تحدث عن برنامج نووي لاغراض مدنية في حين وحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ان هذا البرنامج له طابع عسكري". واوضح "كل شخص عاقل يفهم ان ايران، وهي احد الدول الغنية بالنفط، لا توظف رساميل في الصواريخ البالستية وفي المنشآت الننووية تحت الارض لانتاج الكهرباء". وندد البيان ايضا ب "غياب اقتراح عملي من اجل وقف البرنامج النووي العسكري والتعهد تطبيق قرارات مجلس الامن الدولي". واشار البيان ايضا الى ان هذا الخطاب "يترجم بالتحديد الستراتيجية الايرانية التي تقوم على الكلام وربح الوقت من اجل تحقيق تقدم في قدراتها للحصول على الاسلحة النووية". وختم بيان نتانياهو بالقول ان روحاني "تبجح قبل عقد من الزمن بانه خدع الغرب بشكل انه بينما كانت ايران تجري محادثات كانت تتقدم في نفس الوقت ببرانامجها النووي. يجب ان تختبر الاسرة الدولية ايران ليس في اقوالها بل في افعالها". لم يقدم اي تنازل! واعتبر مسؤول اسرائيلي كبير الثلاثاء ان حسن روحاني لم يقدم اي تنازل في خطابه. وقال يوفال شتاينيتز، رئيس البعثة الاسرائيلبية التي قاطعت خطاب الرئيس الايراني ان روحاني "عمل جاهدا على خداع العالم وللاسف الكثير من الناس لهم الرغبة في ان يتعرضوا للخداع". واضاف شتاينيتز وهو وزيراسرائيلي سابق للشؤون الاستراتيجية والمخابرات "لم نسمع روحاني يعتذر او يسحب التصريحات السابقة للزعماء الايرانيين الذين نفوا حصول المحرقة". وطالب بزيادة الضغط على ايران قائلا "كلما ازداد الضغط الاقتصادي والعسكري على ايران كلما كانت هناك فرص لنجاح الدبلوماسية".