اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن مقتل يهود على يد النازيين في ما يعرف بالمحرقة اليهودية (الهولوكوست) "جريمة تستحق الإدانة"، مجددا نفي بلاده السعي لامتلاك السلاح النووي، وسط ترحيب غربي وانتقاد إسرائيلي. فقد قال روحاني في نيويورك إن النازيين "ارتكبوا جريمة ضد الشعب اليهودي تستحق الإدانة"، وذلك في رده على سؤال أثناء مقابلة تلفزيونية عما إذا كان يقرّ بحدوث المحرقة. ولكن الرئيس الإيراني أضاف أن الأمر متروك للمؤرخين لتحديد نطاق ما حدث، مشيرا إلى أن "أي جريمة تحدث في التاريخ ضد الإنسانية بما في ذلك المحرقة التي أنشأها النازيون لليهود، فهي جديرة بالاستنكار والإدانة". وكانت كلمة روحاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء قد تميزت بغياب الدعوة إلى إزالة إسرائيل من الوجود، وبتجنب الحديث عن وجود "الشيطان الأكبر"، خلافا لما اعتاده سلفه محمود أحمدي نجاد. غير أن الرئيس الإيراني انتقد أيضا الاحتلال الإسرائيلي، وقال "أن تغتصب جماعة أرض جماعة أخرى وتحتلها عمل يستحق الإدانة أيضا"، ولكنه لم يصف إسرائيل "بالصهيونية" كما كان يفعل نجاد. البرنامج النووي وفي ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني الذي يشك الغرب في أن هدفه امتلاك السلاح النووي، وهو ما تنفيه طهران، أكد روحاني في كلمته موقفه بأن الحل يمكن أن يكون عبر "الاعتدال والحكمة والاحترام المتبادل ونبذ العنف والإرهاب". وفي الوقت ذاته أشار روحاني في أول ظهور له بالجمعية العامة للأمم المتحدة بعد توليه الرئاسة في أغسطس/آب الماضي، إلى حق بلاده في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وتخصيب اليورانيوم، قائلا إن "هذا الأمر كان وسيظل دائما هدف البلاد". ترحيب غربي ولقيت تصريحات روحاني ترحيبا من قبل مسؤولين غربيين "بلهجته التصالحية" تجاه الغرب، غير أنهم أصروا على ضرورة رؤية أفعال. فقد قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي التقى روحاني، إن فرنسا تنتظر من إيران أفعالا ملموسة بشأن ملفها النووي. واعتبر هولاند أن تصريحات روحاني تشير إلى تطور، داعيا إلى ترجمة هذه الكلمات إلى أفعال. من جانبه أثنى وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله الذي التقى نظيره الإيراني أمس الثلاثاء، على ما وصفها "باللهجة الجديدة (لإيران)"، وقال إنها أعطت زخما لا بد من استغلاله الآن في إحداث تقدم حقيقي في هذا الموضوع. كما وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما تصريحات روحاني بالمعتدلة، ولكنه أضاف أنه يجب أن ترافقها "أفعال شفافة وقابلة للتأكد من صحتها". وكان مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى قالوا إن البيت الأبيض عرض على المسؤولين الإيرانيين عقد اجتماع بين أوباما وروحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة، غير أن الإيرانيين اعتذروا قائلين إن تعقيدات الوضع الراهن تحول دون عقد الاجتماع، بحسب المصادر الأميركية. وسبق لوزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن قال للصحفيين يوم الاثنين عقب لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، "حان الوقت الآن لتقترن تلك التصريحات بخطوات ملموسة من جانب إيران لتبديد مخاوف المجتمع الدولي". انتقادات إسرائيلية أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد انتقد تصريحات روحاني، وقال إنها "ساخرة ومليئة بالنفاق". وقال نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه، إن روحاني تحدث عن حقوق الإنسان بينما تلعب قوات إيرانية دورا بارتكاب مجازر بحق المدنيين الأبرياء في سوريا، وفق البيان. وأضاف أن روحاني أدان الإرهاب بينما تمارس إيران الإرهاب في عشرات الدول بكل أنحاء العالم، مشيرا إلى أنها تتحدث عن برنامج نووي لأغراض مدنية بينما أكد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه توجد في البرنامج مواصفات عسكرية. وقال نتنياهو إن خطاب روحاني لم يحتوِ على أي اقتراح عملي لوقف ما سماه البرنامج النووي العسكري الإيراني، ولم يكن فيه أي التزام بالتعهد بقرارات مجلس الأمن، داعيا المجتمع الدولي إلى أن يختبر إيران جيدا بناء على أفعالها. يشار إلى أن الوفد الإسرائيلي خرج من قاعة الجمعية العامة أثناء خطاب روحاني، وهو ما وصفه رئيس حزب "هناك مستقبل" ووزير المالية يائير لبيد بأنه قرار خاطئ.