محطما.. عديم الأمل، سقط محمد سالم باسندوة، مثل كائن فضائي ميت على رئاسة حكومة الوفاق في العام 2011، وقبل هذا التاريخ كان هذا الكائن قد مات منذ (30 سنة). وقبل ذلك لم يكن ماضيه السياسي ذا قيمة.. لم يكرس عملا عبقريا في شبابه أو تجربة ناجحة يمكن أن نبني عليها أملاً حين يتسلم في شيخوخته حكومة بلد. إنه مجرد جثمان يتحرك ليؤدي وظيفة وكيل مبيعات لمجموعة تجارية ألقت به علينا، إنها المهمة التي جيء به إلى هذا الكرسي لأجلها. وكان علينا أن نتوقع كل شيء نعيشه الآن. الشيخوخة ونوبات الغيبوبة التي تصيب الطاعنين تفقده الكثير من أدوات السيطرة على الذات، ولم يعد من الممكن أن يفيق ليعرف إلى أي حضيض أوصل البلد. لم يعد بلدا بل ماخور للعصابات وقطاع الطرق والحروب والمجاعات والأمراض الفتاكة، أصبح اليمن مسخرة العالمين. لا قيمة لليمني في وطنه وفي مهجره، أصبح مخلوقاً مسترخصاً ومستضعفاً ومشكوكاً فيه، فهو إما إرهابي أو متسول. يضحكنا حين يبكي في مواقف لا تحفّز على البكاء ويضحكنا بجرأته حين يقول إن حكومته حققت وأنجزت ونجحت، ويبهرنا حين يقول إن الأوضاع الأمنية في اليمن مستتبة ومستقرة وإن العشرات الذين يتساقطون يوميا ومسلسل الاغتيالات الذي يضرب كل مكان في البلاد؛ مجرد إشاعات تؤلفها وسائل الإعلام. ويفضحنا حين يقترح على العالم الاستفادة من تجربة حكومته في المسألة الأمنية بالذات. باسندوة، شخصية هزلية، كائن خرافي عجيب.