للمرة الثانية يتم الإعلان عن محاولة اغتيال الدكتور ياسين سعيد نعمان.. أسارع إلى الفيسبوك للتأكد، فأرى الناس يتندَّرون على هذه الأخبار التي يتعاملون معها كشائعات.. حتى أن بعض الاشتراكيين يسخرون من هذه الحكايات الفاشلة دائماً، معتقدين أن ياسين يريد بذلك استرجاع شعبيته التي تراجعت إلى حد كبير، حين لم يعد في نظرهم أكثر من لاعب في فريق الإصلاح. ألا يشعر الدكتور ياسين بالحرج حين يقرأ في الصحف والانترنت ردة فعل الشارع تجاه هذا الأمر؟.. بالتأكيد لن يرى نفسه ذلك الرجل الذي كان أشبه بالمخلِّص في نظر الأغلبية من الشعب اليمني، فقد كانوا ينظرون إليه بنفس العين التي كان الهنود ينظرون بها إلى غاندي. كان ياسين سعيد نعمان محطَّ أنظار الثوار وبعض المحايدين، كونه رجلاً مثقفاً وإدارياً، ولما عُرف عنه من توازن يبدو أنه اختلَّ ككل شيء في هذا البلد، نتيجة احتكاكه بالقبيلة والمشيخ ومكبِّرات الصوت الواعظة.. كأن ما يحدث لنا من اختلال على المستوى الحياتي ليس سوى مجاراة لما نعيشه، نتيجة عجزنا عن الوقوف بثباتِ شوكة الميزان التي تتحمَّل ثقل الغثّ والسمين. وحين تريد أن تقوم باستبيان لاستكشاف طريقة تفكير العامة، فستجد أن هناك من يتساءل عن السر وراء فشل محاولات اغتيال بعض الرؤوس الكبيرة والمتصدِّرة للمشهد السياسي، بينما تنجح اغتيالات القادة العسكريين والأمنيين، وتنجح كذلك حين تستهدف أناساً عاديين، مستشهدين بمحاولة اغتيال باسندوة ومحاولة اغتيال علي محسن التي فشلت. وحين يقول بعض الاشتراكيين إن ياسين سعيد نعمان لم يعد أكثر من موظف علاقات عامة تابع لحزب الإصلاح، فحريٌّ بهذا الرجل مراجعة مواقفه التي ناضل لأجلها طويلاً.