على غير عادته وقبل أيام من إعلانه رسميا ترشحه لرئاسة مصر ظهر المشير عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة المصرية خلال سفره إلى روسيا بالزى المدنى وكذلك كامل الوفد المرافق له، من بينهم اللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع للتسليح، واللواء أركان حرب إبراهيم نصوحى رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة. وتحرك المشير السيسى من مطار ألماظة العسكرى بمصر صباح اليوم بصحبة وزير الخارجية نبيل فهمى فى طريقهما إلى روسيا، وهو يرتدى البذلة المدنية، فى مشهد مغاير خلال زيارة المشير إلى تركيا فى شهر مايو 2013، حيث ظهر السيسى فى تلك الزيارة طوال الوقت ببذلته العسكرية، ولم يتخلى عنها طوال الرحلة. والمشير السيسى قليل الظهور فى البذلة المدنية، حيث كان حريص طيلة الفترة الماضية على الظهور بالبدلة العسكرية حتى خلال المناسبات العامة، حيث ظهر خلال عقد قران نجل قائد القوات الجوية وهو يرتدى زيه الرسمى. المشير السيسى لا توجد له سوى صور محدودة جدا بالزى المدنى، وأغلبها كان حين عمله مديرا للمخابرات الحربية، خلال فترة التى تولى فيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة حكم البلاد. وكان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى قد تداولوا خلال الفترة الماضية صورة للمشير السيسى وهو يرتدى قميصا مدنيا ونظارة سوداء، وأخرى أثناء دخوله أحد دور القوات المسلحة، وهو يرتدى البذلة والكرافتة. من ناحية أخرى، قال مصدر عسكرى ل"اليوم السابع"، إن ارتداء المشير السيسى للبذلة المدنية خلال زيارته إلى روسيا أمر طبيعى، ولا يخالف المراسم العسكرية، خاصة وأن المشير لن يلتقى نظيره الروسى فور هبوط طائرته إلى موسكو، ولكنه سوف يتوجه إلى أحد الفنادق، ثم يتجه بعد ذلك فى زيارة رسمية بالزى العسكرى فى وزارة الدفاع الروسية. من جانبه قال العقيد أركان حرب أحمد محمد على المتحدث العسكرى المصري ، إن المشير عبد الفتاح السيسى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، بدأ زيارة رسمية إلى روسيا الاتحادية ، اليوم الأربعاء بصحبة وزير الخارجية نبيل فهمى، يجريان خلالها مباحثات منفصلة مع نظيريهما الروسيين فى إطار اجتماعات "2+2"، لبحث مجمل العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين. وأوضح المتحدث العسكرى المصري فى بيان له أن الزيارة تأتى ردا على الزيارة التاريخية لوزيرى الدفاع والخارجية الروسيين للقاهرة يوم 14 نوفمبر 2013، دون أن يفصح عن المزيد من التفاصيل حول الزيارة والمدة التى تستغرقها. وتعتبر زيارة المشير عبد الفتاح السيسى إلى روسيا هى أول زيارة خارجية له بعد أحداث ثورة 30 يونيو 2013، والزيارة الأوروبية الثانية له منذ توليه مهام منصبه فى أغسطس 2012، بعد سفره إلى تركيا فى مايو 2013 خلال زيارة رسمية مع نظيره التركى عصمت يلمظ على هامش معرض للأسلحة التركية. من جانبه قال مصدر عسكرى ل"اليوم السابع"، إن زيارة المشير عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة إلى موسكو، هدفها الأساسى بحث أوجه التعاون العسكرى بين مصر وروسيا خلال الفترة المقبلة، وإمداد مصر بأنظمة دفاع جوى متطورة من طراز "s300" القادرة على تأمين مصر بشكل كامل من أى عدوان خارجى، وتطوير منظومة الأسلحة والصواريخ الإستراتيجية المصرية التى يمتلكها الجيش المصرى منذ فترة السبعينات. وأشار المصدر إلى أن الجانب الروسى مستعد لتقديم الدعم والمساندة للجيش المصرى فى تطوير منظومة التسليح الخاصة به، ودعم قدراته الفنية والتدريبية، خلال المرحلة المقبلة، من خلال إمداده بمعدات متطورة، وتوفير آليات التدريب المناسب على تلك المعدات . وكشف المصدر أن المحادثات المصرية – الروسية سوف تتناول أيضا إمداد الجيش المصرى بطائرة مقاتلة متطورة من طراز "ميج 29" التى تعمل بكفاءة عالية، فى مختلف الظروف الجوية، ولها قدرات قتالية متطورة تكافئ المقاتلة الأمريكية "إف 16" التى كانت تأتى لمصر ضمن المعونة العسكرية الأمريكية، وتم تعليقها مؤخرا ضمن سلسلة الإجراءات التى اتخذتها الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد مصر . وأشار المصدر إلى أن المشير عبد الفتاح السيسى أصرّ على إجراء الزيارة إلى روسيا فى الوقت الراهن، قبل إعلانه رسميا ترشحه لرئاسة الجمهورية، دعما للعلاقات المتميزة بين البلدين، وكذلك من أجل إنهاء صفقة الأسلحة، التى تم رسم ملامحها فى القاهرة، قبل نحو ثلاثة أشهر، عندما استقبل المشير السيسى نظيره الروسى بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع، واتفقا ضمنيا على إمداد مصر بأسلحة متطورة فى منظومة الدفاع الجوى والطائرات المتطورة . ورجح المصدر أن يتم توقيع صفقة الأسلحة الروسية بين مصر وروسيا بشكل رسمى بعد الانتهاء من إجراء الانتخابات الرئاسية فى مصر . وأكد المصدر أن وزير الدفاع سيتطرق مع نظيره الروسى إلى آليات تطوير الأسلحة الإستراتيجية والصواريخ طويلة المدى التى تمتلكها مصر، التى تستخدم غالبا لحماية حدود الدولة، وتأمينها ضد أى عدائيات خارجية، وذلك لما لروسيا من خبرة كبيرة فى مجال تصنيع الصواريخ الاستراتيجية طويلة المدى . وكشف المصدر أن الجانب الروسى سيدعم الجيش المصرى بمروحيات مراقبة أمنية وجوية متطورة لتكثيف التأمين على الحدود المصرية من أعمال التهريب، والاختراق خلال الفترة الجارية، نظرا لطول الحدود المصرية على الجانبين الجنوبى والغربى، وأعمال التهديد، التى تواجه مصر، بعد توطن تنظيم القاعدة فى ليبيا بالقرب من الحدود الغربية . وبيّن المصدر أن صفقة الأسلحة القادمة من روسيا سوف تشمل دبابات قتال من طراز t90 المتطورة كبديل مناسب للدبابة الأمريكيةm1a1” " التى تعتبر الدبابة الرئيسية لدى الجيش المصرى فى القوت الراهن، حتى لا تقع القوات المسلحة تحت ضغط، المعونة الأمريكية، مؤكدا أن الدبابة الروسية المذكورة تعتبر أحدث أنواع الدبابات لدى الجيش الروسى . من جانبه قال اللواء مختار قنديل الخبير الإستراتيجى والعسكرى، إن زيارة وزيرا الدفاع والخارجية المصريين إلى روسيا هدفها الأول رد الزيارة الروسية التى كانت فى شهر نوفمبر الماضى، أما الهدف التالى لتلك الزيارة، هو الاتفاق لتوريد أسلحة إلى مصر، فى إطار سياسية الجيش نحو تنويع مصادر السلاح مابين الشرقى والغربى وعدم احتكار دولة بعينها لمنظومة التسليح داخل القوات المسلحة . وأشار اللواء قنديل إلى أن اتفاقات الأسلحة بين مصر وروسيا سوف تتناول فى الأغلب طلب مروحيات قتال روسية لمتابعة وتأمين الحدود، وتطوير منظومة الدفاع الجوى، التى تحتاج إلى الكثير من التحديث خلال المرحلة الحالية، إلى جانب توفير قطع غيار للأسلحة الروسية الموجودة لدى الجيش المصرى من دبابات " تى 54 " و" تى 55 " ورفع كفاءة الأسلحة الروسية الموجودة فى التشكيلات التعبوية البرية داخل الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية. وكشف اللواء قنديل إلى أن الاتفاق المصرى الروسى قد يتضمن إمداد الجيش بكبارى عائمة متطورة، وزوارق بحرية سريعة قادرة على مراقبة السواحل المصرية الطويلة، الممتدة على البحرية الأبيض والأحمر وقناة السويس . من جانبه قال اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، إن زيارة المشير السيسى إلى روسيا، تأتى لفتح آفاق تعاون جديدة على المستويين العسكرى والسياسى، مؤكدا أن العلاقات مع روسيا فى الوقت الراهن لسيت بديلا عن العلاقات مع الويلات المتحدة أو العكس، داعيا إلى تطوير التعاون العسكرى بين مختلف الدول، خلال الوقت الراهن، حتى لا تكون هناك أية ضغوط على الجيش المصرى ناحية مصادر تسليحه وإمداده بقطع الغيار .
