بالأمس خرجت مظاهرات "ارحل" مجدداً ونصبت الخيام في ساحة الجامعة معلنة أن عجلة التاريخ قد عادت إلى الوراء ثلاثة أعوام بالتمام والكمال واتضح جلياً أن ميكانيكا التاريخ لا تعبأ مطلقاً بتصريحات بنعمر ولا تتأثر كثيراً بتقاريره الأممية. أسرف المبعوث الأممي كثيراً بترديد عبارة أن عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء ربما إعجاباً منه بهذه الجملة الإنشائية وافتقاراً لما عداها ربما لأنه وجدها سلعة رائجة ووجد من يغالي بثمنها فاستمر بتسويقها عامداً ضمن تصريحاته وتقاريره ودأب على تكرارها في كل محفل ومقام وافتتن الكثير بترديدها وراءه والركون إليها كعاصم من التردي، عادت العجلة إلى الخلف لأنها ربطت بخيط المبعوث الأممي الواهي، والمهرولون على مدى ثلاث سنوات يطاردون وهم الخمس والعشر والخمس عشرة مبتعدين كثيراً عن الداخل الذي يمتلك فقط القدرة على إدارة عجلة مسيرته والمختص الوحيد بصناعة تاريخه ورسم خطى مستقبله مستفيداً من ماضيه لا مقاطعاً له. القفز وراء بنعمر من فراغ قطر إلى هوة الأناضول على إيقاع صخب القاهرة والتنقل بين السفارات الغربية بفزاعة الرئيس السابق وقائمة ضحايا رصيد نضال مسروق وتدمير المؤسسة العسكرية وسلطات الدولة وتعطيلها والتدافع في الموفنبيك على التوقيع على الحلول الجاهزة والوثائق المترجمة وتحويل المؤسسة الحكومية إلى شركة خاصة وساحة لتصفية الحسابات وإقصاء الخصوم وتجيير ملفات الفشل والفساد باسم النظام السابق وترحيلها إلى هبات المانحين والثروات الوهمية ونهب المال العام ومقايضة ثوابت البلاد وسيادتها بأطول مدة وأكبر قدر من كعكة السلطة كل ذلك لم يكن صالحاً كمنطلق لدورة جديدة في التاريخ اليمني وإنما أسباب كافية لإعادة التاريخ إلى الخلف الذي نرجو أن يكون 21 فبراير 2011م فقط ولا يتجاوزه إلى عصور المكاربة وأيام كانت اليمن أوسان وحضرموت وقتبان وريدان ويمنات.