هاجم مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي الرئيس الأميركي باراك اوباما أمس، معتبراً أن «تهديده» باستخدام سلاح نووي ضد طهران يشكّل «وصمة عار في التاريخ السياسي لأميركا»، كما لوّح بأن الإيرانيين سيرغمون من يهددهم «علي الركوع أمام حقوقهم المشروعة ». في غضون ذلك، أعلنت طهران أن «الحرس الثوري» سيبدأ اليوم مناورات عسكرية تستمر 3 أيام في مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمرّ عبره نحو 40 في المئة من النفط العالمي. وأفاد «الحرس» بأن المناورات تستهدف «إظهار قدرة إيران الدفاعية والحفاظ على أمن الخليج الفارسي ومضيق هرمز، بوصفهما الممرين الرئيسين للاقتصاد والطاقة في العالم». وقال خامنئي إن «التهديدات النووية التي أطلقها الرئيس الأميركي، وصمة عار في التاريخ السياسي لأميركا ونقطة سوداء في سجل إدارتها»، مؤكداً أن «لا تأثير لها في الشعب الإيراني». وعلّق خامنئي على استراتيجية نووية جديدة أعلنها اوباما، تعهد فيها عدم استخدام سلاح ذري ضد دولة لا تملكه، مستثنياً إيران وكوريا الشمالية اللتين تتهمهما الولاياتالمتحدة بانتهاك معاهدة حظر الانتشار النووي. وأضاف خلال لقائه تجمعاً للممرضات الإيرانيات: «ما كان مخبأً وراء يد الصداقة التي مدتها الولاياتالمتحدة، أصبح واضحاً. تحوّل الثعلب إلى ذئب. كانوا يقولون حتى الآن انهم يمدون لنا يد الصداقة، الآن يظهرون طبيعتهم الدموية والمهيمنة».
وتساءل: «بأي وجه يطلق الرئيس الأميركي تهديداً نووياً ضد الشعب الإيراني؟ إنه تهديد لسلام العالم وأمن البشرية، ويجب عدم السماح لأي شخص في العالم بالتجرؤ على إطلاق تهديد مماثل، حتى بالكلام». وقال: «لن نسمح للولايات المتحدة بأن تفرض مجدداً هيمنتها الجهنمية على إيران، بمثل هذه التهديدات أو الوسائل. على المجتمع الدولي ألا يسمح لأوباما بالإفلات بالتهديدات النووية».
وكرر خامنئي معارضة بلاده «استخدام أسلحة الدمار الشامل»، مؤكداً أن «مثل هذه التهديدات لن تفضي إلى نتيجة، والشعب الإيراني سيرغم الذين يهددونه علي الركوع أمام مطالبه وحقوقه المشروعة».
في موزاة ذلك، استبعدت الولاياتالمتحدة شن هجوم عسكري على إيران قريباً لإرغامها على وقف برنامجها النووي. وقالت ميشيل فلورنوي مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية إن «القوة العسكرية تشكل خيار الملاذ الأخير. إنه ليس مطروحاً على الطاولة في الفترة القريبة». وأشارت خلال زيارة لسنغافورة، الى ان «التركيز الآن يشمل مزيجاً من الانخراط والضغط، على شكل عقوبات. لم نشهد انخراطاً إيرانياً مثمراً في المقابل».
على صعيد آخر، تراجعت طهران عما أعلنه مجتبى ثمره هاشمي المستشار الخاص للرئيس محمود أحمدي نجاد، في شأن بدء العمل لبناء منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم، بعد موافقة الأخير على المناطق المقترحة لإنشاء محطات جديدة.
إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو عن أمله بإمكان تحقيق «اختراق» ديبلوماسي يجنّب طهران التعرّض لعقوبات جديدة بسبب برنامجها النووي.
وفي نيويورك، عقد مندوبو الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) اجتماعاً مغلقاً الثلثاء، ناقشوا خلاله مسودة مشروع أميركي لتشديد العقوبات على إيران. وقال ديبلوماسي أن الوفد الروسي قدم «اقتراحات بناءة نسبياً» في هذا الشأن.
وأوردت صحيفة «واشنطن بوست» ان إيران «تشن حملة ديبلوماسية واسعة» تستهدف إقناع ما أمكن من الدول غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بمعارضة سعي الولاياتالمتحدة إلى فرض عقوبات جديدة عليها.