نقلت وكالة (فارس) الإيرانية للأنباء عن مسؤول إيراني رفيع قوله الجمعة إن طهران ستطلق السبت عددا من الصواريخ طويلة المدى خلال التدريبات البحرية التي تجريها في الخليج. ففي تصريحات أدلى بها للوكالة شبه الرسمية الجمعة، قال الأميرال محمود موسوي من سلاح البحرية الإيرانية: "سنجري تجربة على عدة أنواع من الصواريخ، بما في ذلك صواريخ طويلة المدى." وأضاف: "المرحلة الأخيرة من التدريبات هي إعداد البحرية لمواجهة العدو في مواقف الحرب." ويمثِّل هذا التطوُّر الحلقة الأحدث من مسلسل استعراض القوَّة في وقت تهدِّد فيه إيران بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي في حال فرض الغرب عقوبات على صادراتها النفطية. وتملك إيران صواريخ طويلة المدى، منها الصاروخ شهاب-3 الذي يصل مداه إلى إسرائيل وإلى قواعد أمريكية بالشرق الأوسط. وكانت إيران قد هدَّدت بإغلاق مضيق هرمز الذي تمر عبره ما بين 30 و40 بالمائة من حركة النفط المنقول بحرا في العالم، وذلك في حال فرض عقوبات على صادراتها النفطية بسبب برنامجها النووي. وقال مسؤولون عسكريون إيرانيون إن الجيش الإيراني قد أعدَّ عشرة سيناريوهات لإغلاق مضيق هرمز، وسيكشف عن ثلاثة منها فقط في حال قرَّرت طهران تطبيق الفكرة عمليَّا خلال المناورات الحالية. كما حذَّر نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا رحيمي، في وقت سابق من الأسبوع الحالي من أن "نقطة نفط واحدة لن تمر عبر مضيق هرمز" في حال تشديد العقوبات على إيران. وقال رحيمي: "لن يتخلَّى الأعداء عن مؤامراتهم إلاَّ عندما نضعهم في مكانهم الطبيعي." ولم تستبعد الولاياتالمتحدة وإسرائيل احتمال شنِّ عمل عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية في حل الخلاف بشأن برنامجها النووي الذي تقول طهران إنه مخصَّص للأغراض السلميَّة البحتة"، فيما تقول الدول الغربية وإسرائيل إنه "ستار لتصنيع قنبلة نووية". وتقول إيران إنها ستنتقم إذا هوجمت من قبل أي جهة. وقد بدأت إيران يوم السبت الماضي مناوراتها البحرية في الخليج، والتي ستستمر لعشرة أيام، و"يشكِّل إطلاق الصواريخ الجزء الأخير منها"، وفقا لموسوي. وكانت قيادة الأسطول الخامس الأمريكي، ومقرُّه البحرين، قد ردَّت الأربعاء على تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز وتعطيل حركة الملاحة فيه. وقال المتحدِّث باسم قيادة الأسطول: "يُعتبر الانسياب الحرِّ للبضائع والخدمات عبر مضيق هرمز أمرا حيويَّا لرخاء المنطقة والمجتمع الدولي." كما قال مارك تونر، المتحدِّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "أعتقد أن التهديد الإيراني هو محاولة جديدة من جانب طهران لتحويل الأنظار عن القضية الجوهرية، أي انتهاكهم المتواصل لالتزاماتهم النووية الدولية." يُذكر أن الدول الغربية كانت قد تدارست مؤخَّرا إمكانية فرض حظر على النفط الإيراني، لكنَّها تخلَّت عن الفكرة لأن من شأن حظر كهذا أن يرفع أسعار النفط في الأسواق العالمية بشكل حادٍّ ويلحق ضررا فادحا باقتصادات الدول الغربية نفسها.