أعلن الداعية السعودي الدكتور عائض بن عبدالله القرني استعداده لمواجهة تهم الادعاء المصري له بغسل الأموال، مبدياً تحدّيه لأجهزة الدولة إثبات أي شبهة ضده، تعزز من صدق ما اتهم به «ظلماً وبهتاناً». وقال أمس في اتصال هاتفي: «تخصصي غسل العقول لا الأموال، ولا علاقة لي بأي تنظيم». لكن القرني الذي اشتهر بجماهيريته خلال محاضراته وكتبه في بلاد عربية كثيرة، خشي أن يكون الزج باسمه «وراءه أهداف تآمرية لإعاقة جهدي الدعوي الكبير في مصر». وقال أن زيارته الأخيرة لمصر قبل أسابيع، جعلته يلاحظ بعض التحفظ على أنشطته، خصوصاً عندما تم إلغاء محاضرة له في جامع الأزهر بذريعة الخوف من زيادة الحضور عن سعة المكان، من دون التحضير لإجراءات أمنية وتنظيمية أوسع. وفي ما بدا صاحب كتاب «لا تحزن» الأكثر مبيعاً عربياً، واثقاً ببراءته وخطواته الرامية إلى قلب الطاولة على الادعاء المصري، اعتبر أكثر ما يقلقه أن يصدق بعض جمهوره ما تردد ضده، حتى وإن لم يثبت، أما المعركة فقال: «إنني لم أخسر معركة مطلقاً، ولا أعرف الاستسلام، وواثق ببراءتي، وسأبلغ كبار المسؤولين في بلادي بالأمر، وهم معروفون بنصرتهم للحق وحمايتهم للمظلومين، وبدأت مباشرةً بتوكيل محامٍ لرد الاعتبار إلي وتعويضي عما لحق بسمعتي من أذى، بسبب الزج باسمي من غير تثبت». وكان أكثر ما أثار حنق الداعية السعودي هو أن الادعاء المصري أثار القضية قبل أشهر عبر ما نقلته صحف مصرية، فتم الاعتذار للقرني بأن إيراد اسمه كان خطأ، ثم تكررت الحادثة مجدداً، وهم في كل ذلك تارة يذكرون عائض بن محمد، وتارة أخرى يتحدثون عن عوض، ما جعل المراقبين يرجحون أن المعني بالأمر هو ابن عمه الدكتور عوض القرني، الذي اشتهر بمواقفه الحماسية نحو القضايا المتعلقة بفلسطين وغزة والقدس، ويلمز حتى بين بعض السعوديين بميوله الإخوانية. هذا التضارب دفع الداعية عائض إلى التساؤل عما إذا كان «ضبط اسم متهم أصبح صعباً، فكيف نثق أو نصدق هذه الأجهزة التي تعرض سمعتنا للعبث، وتعجز حتى عن كتابة اسمنا كما هو، فما بالك بما تسوق من أدلة وتهم؟». وفي جانب رده على التهمة المدونة ضده أو ضد ابن عمه عوض القرني، قال إن تخصصه «غسل العقول لا الأموال، ولا علاقة لي بأي تنظيم وإن كنت أحب الدعاة إلى الله وأهل الخير، وأتحدى من يثبت خلاف ذلك». ويعد الخلط بين الشيخين زلة كبرى في نظر المراقبين، وذلك أن الشيخين وإن كانا قريبين ويتّحدان في الاسم، إلا أن منهج الاثنين في التعاطي مع الشأن الإسلامي متباين إلى أقصى حد. فبينما يعكف عائض القرني على التأليف والمحاضرات والمشاركات الفضائية، يهتم عوض بما يسمى بين تياره «قضايا الأمة الكبرى»، ويبرز في حوارات الجدل الفكري والصراع بين التيارات، وهو صاحب كتاب «الحداثة في ميزان الإسلام» الذي حمل راية الحرب على التيار الحداثي في نهاية الثمانينات. عائض داعية وواعظ مسالم. وعوض فقيه أصولي وإسلامي حركي فتاك في حماسته وكتاباته.