ملايين العراقيين صباح الأربعاء التوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أول الانتخابات تشريعية منذ الانسحاب الأمريكي، متحدين موجة عنف هي الأسوأ منذ سنوات. وأكد رئيس الوزراء نوري المالكي أنه واثق من الفوز و"يترقب حجم" الانتصار. بدأ ملايين العراقيين صباح الأربعاء التوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات تشريعية منذ الانسحاب الاميركي في 2011. وتخيم تهديدات أمنية شديدة على سير الاقتراع في وقت تشهد فيه البلاد أسوأ موجة عنف منذ سنوات. ويسعى رئيس الوزراء نوري المالكي للعبور من الانتخابات التشريعية نحو ولاية ثالثة. وقال المالكي عقب الإدلاء بصوته في الانتخابات في بغداد "فوزنا مؤكد ولكننا نترقب حجم الفوز". ودعا الناخبين إلى المشاركة بكثافة وإلى أن "يحسنوا الاختيار لأن الذي يشارك من حقه أن يحاسب". فرغم أن الناخبين يشكون من هشاشة الوضع الأمني ومن النقص في الخدمات، تبدو الانتخابات اليوم وكأنها تدور حول المالكي نفسه واحتمالات بقائه على رأس الحكومة. وسبق أن أعلن المالكي في فبراير/شباط2011 أنه سيكتفي بولايتين. ويتنافس في هذه الانتخابات 9039 مرشحا على أصوات أكثر من 20 مليون عراقي، أملا بدخول البرلمان المؤلف من 328 مقعدا، في يوم انتخابي طويل بدأ عند الساعة الساعة السابعة صباحا (04,00 ت غ) على أن ينتهي عند الساعة السادسة مساء (15,00 ت غ). وألقت الأحداث الأمنية في اليومين الأخيرين شكوكا إضافية حيال قدرة قوات الأمن على الحفاظ على أمن الناخبين، حيث شهد العراق موجة تفجيرات انتحارية يوم الاقتراع الخاص بالقوات المسلحة الاثنين، وتفجيرات إضافية الثلاثاء، قتل وأصيب فيها العشرات. ورغم هذين اليومين الداميين، عبر العديد من العراقيين عن إصرارهم على التوجه الى صناديق الاقتراع، على أمل الخروج من الواقع الدامي. ويتخذ المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006 ويرمي بثقله السياسي في هذه الانتخابات، يتخذ من الملف الأمني أساسا لحملته، معتمدا على صورة رجل الدولة القوي التي يروج لها مؤيدوه في مواجهة التهديدات الأمنية. وقال المالكي إن "الارهاب والمعيقين للعملية السياسية وضعوا عقبات كثيرة وراهنوا على أن الحكومة ليست قادرة على أن تحقق الانتخابات وأن المفوضية (العليا للانتخابات) غير قادرة على إدارتها (...) من دون وجود قوات أجنبية". وتحدث عن "نجاح كبير" في الانتخابات الحالية التي رأى انها "أفضل من الانتخابات السابقة في وقت لا يوجد على أرض العراق أي جندي اجنبي". ويخوض رئيس الوزراء الانتخابات من دون منافس واضح داخل الطائفة الشيعية، على عكس الانتخابات السابقة عام 2010 التي شهدت معركة بينه وبين اياد علاوي حبست أنفاس الناخبين والمراقبين منذ اللحظات الأولى لفتح صناديق الاقتراع.