تُرى من يتذكّر ذلك الصباح الاستثنائي الجليل، صباح التوغُّل في الأمل والتعالي على اليأس، بالرغم من هول الفجيعة وفداحة الفقدان..؟!. الصباح المبهر الغاضب الذي لم تشهد له اليمن مثيلاً في التدفُّق التلقائي والاحتشاد الحُر والإرادة الوطنية العارمة، صباح جنازة الشهيد جار الله عمر، الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي. صباح آلاف المكلومين في مشهد وداع مهيب ساطع الدلالة والقيمة، صارخين بكل عنفوانيتهم السلمية الباسلة ضد الهمجية وضد العنف وضد التكفير وضد الإرهاب وضد الاغتيالات. صباح الرفض العظيم والاحتجاج واسع النطاق لوعي القتلة والأوغاد وكل الذين أثخنوا اليمن بتكريس دأبهم السيّئ والممنهج في صناعة التخلُّف والانحطاط وعدم السلام وعدم التطوّر. الصباح الأسطوري المؤازر لكل ما ناضل من أجله الفقيد المغدور حالماً - وبإخلاص نوعي - بانبثاق يمن المواطنة والعزّة والديمقراطية والحريات والحقوق والنظام والقانون والمدنية والتقدُّم والنهوض والإبداع والإنتاج والسعادة الوطنية المُثلى. صدّقوني أننا مازلنا هناك - كيمنيين حزانى ومكابرين ومتعبين ومقهورين وغير مستسلمين ومنذورين للحلم الوطني الجامع - في قلب المشهد تماماً ولم نغادره بعد. ثم كيف ننسى يا جار الله عمر الحبيب صباح الأربعاء الخالد، الأول من يناير 2003م.؟!.