حمل تقرير وضعه علماء من الادارة الوطنية للمحيطات والاجواء في الولاياتالمتحدة الاميريكية عقب اجتماعهم السنوي الذي عقد في جزر العذراء بالمحيط الهادي صورة داكنة عن نتائج انعكاس التلوث البيئي وبالتحديد ما ينتج عن النفايات والزيوت والنفط التي ترميها السفن في البحر على الكائنات البحرية، وبالاخص على الشعاب المرجانية، اذ يتوقع العلماء تدمير 60 في المئة من هذه الشعاب في بحار العالم خلال ال 30 سنة المقبلة ومع موتها سوف يختفي الملايين من الاسماك وانواع من الحيوانات البحرية التي تستفيد في عيشها من هذه الشعاب. والخطر الاكبر ان عدة بلدان سوف تواجه مشكلة اختفاء شواطئها الصخرية التي تعمل على حمايتها من العواصف ، والسبب في ذلك تفتتها وفقدانها لقوتها التي تقوم بحمايتها من خطر الامواج والتيارات المائية القوية. وحسب التقرير فان الارتفاع المستمرة لحرارة مياه البحار التي زادت عن 28 درجة مئوية والسموم التي ترمى في البحر وعلى الارض بالاضافة الى رواسب المواد الكيمائية التي تتسرب الى الماء عن طريق المجارير هي ايضا عوامل تشكل السبب الاساسي لاختفاء الشعاب المرجانية من البحر. كما انهم لم يقللوا من شان الصيد والغطس غير القانونيين وقطع اجزاء من الشعاب المرجانية لاهداف تجارية، فهذا يدمر جزءا من الشواطىء الصخرية لا يمكن اصلاحها ابدا، بالاضافة الى تسرب النفط من الناقلات الى البحار. وتعمل حاليا العديد من منظمات حماية البيئة والبحار لكسب المزيد من المواطنين في بلدان اميريكا الجنوبية للمشاركة في حماية الطبيعة والمحيطات عبر انشطة كثيرة، ما جعلهم يؤثرون مطلع هذا العام على قرار للسلطات البحرية في باناما كي تأجل بناء مركز سياحي على شاطىء سايغون في جزيرة كولون بالمحافظة الكاريبية بوكاس ديل تورو الواقعة على الحدود مع كوستا ريكا، على الرغم من ان باناما تتوقع ان يدر عليها هذه المشروع مكاسب كبيرة، وسوف تتواصل الاحتجاجات كي يلغى المشروع تماما لانه حسب تبرير المعارضين سوف يبنى على شواطىء فيها شعاب مرجانية تعتبر من المحميات الطبيعية. ولقد اكد مدير السلطات البحرية فيرناندو سولورسانو على حجب منح المستثمرين للمشروع رخصة البناء الى ان يقوموا بالتقيم البيئي الضروري واثبات ان المشروع لا يلحق اي ضرر بالبيئة. وسوف يكون بامكان المركز السياحي الضخم الذي يضمن مرفأ استقبال 435 باخرة سياحية الى جانب انشاء مسابح واسعة تستوعب للالاف من السياح ، لذا برر المستثمرون ضرورة انجازه من اجل تطوير البنية التحتية للمناطق الساحلية وسيتم البناء استنادا الى شروط رفيقة بالبيئية، الا ان حماة البيئة يريدون براهين واضحة ومكتوبة. واكدت راييسا بانفيلد مديرة مركز باناما من اجل حماية البيئة على ان منطقة بوكاس ديل تورو تحتوي على بيئة بحرية الاكثر تنوعا والاكثر حساسية في البلاد. كما اصرّت على وجوب فرض السلطات الاجراءات اللازمة من اجل توفير الحماية الفعلية للثروة الطبيعية من الخطر، فهذا المشروع السياحي سوف يزيد من التلوث الذي تسببه الى الان المسابح ورمي البواخر للنفايات واصلاح البواخر، لذا طالب هذا المركز كما جمعيات حماية بيئة اخرى السلطات البانامية بوضع مخطط لاعادة تنظيم الاراضي من اجل تحديد المشاريع السياحية التي يسمح باقامتها.