صباحا ، سيكون دوار الجبيهة يعج بالعمال الوافدين عمر كلاب ، وسيستثمر معظمنا الاجازة في التثاؤب ثم الذهاب للدوار ، ثمة اعمال يجب انجازها في العطلة ، سجادة بحاجة الى اذرع قوية كي تزيل عنها ما علق في الشتاء ، في منزل مجاور تحتاج الحديقة الى تنكيش وتجوير ونعشيب ، سيارة الزوجة بحاجة الى غيار زيت وفلتر وبعض اعمال صيانة صغيرة ثم غسيل جيد يليق بيوم الاحد . هناك على مقربة من احياء سكنية عمال وافدون ومعلم محلّي ، وصوت خلاطة اسمنتية تشق عنان السماء تختلط فيها أصوات المقاول مع اصوات الاسمنت المخلوط جيدا ، نسيت ان اقول ان جارا استغل العطلة فقام بإضافة جزء الى منزله مستثمرا عطلة الامانة ، بالمناسبة كل الاعمال الانشائية غير المرخصة يتم عملها في ايام الاجازة ويجري التخطيط لها في اوقات العمل الرسمي . صباحا يسيل العرق كشلال من عمال كانوا على موعد شاق مع اجازة الموظفين ، ويوم عمل طويل نظرا لتأجيل الاعمال الاسبوعية الى اجازة السبت ، فنحن نحب ان تجري الاعمال تحت عيوننا ، وسيستدرك بعضنا قبل ذلك ان يداعب العامل بكلمة طيبة في يومه الكوني ، ولا مانع في مثل هذا اليوم من استحضار كل الاقوال المأثورة التي تحض على العمل وضرورته مع اضافة وقار على دوره واهمية منجزه ، فنحن في اجازة ونمنا طويلا . في المساء يعود"سماعيل"وزميله في الورشة"هوشان"او"محمد او"علي"الى منازلهم يحتفلون بكأس شاي وغداء تم اعداده على عجل ويختلفون على كمية النعناع على الشاي ودرجة غماقته ، "سماعين"يحبه غامقا زيادة فيما يرغب"هوشان"ومحمد ان يكون الشاي اصفر غامق ولا يقترب من السواد - طبعا لا يختلفون على حلاوته - العمال يحبون الشاي سكر زيادة ولعلها الحلاوة الوحيدة التي يذوقونها في حياتهم . دون مبالغة هذا هو طقس يوم العمال في البلاد النامية ، لا يستطيع عامل ان ينعم بإجازة اكثر من يوم الجمعة ، فرزقه مثل العصافير يوم بيوم ، ولا مساحة في حياته للاسترخاء ، فقوت صغاره على موعد مع الشاكوش والمسطرين او صوت ماكينة الخراطة ومفك البراغي . يوم العمال او عيدهم او اي تسمية لا تثير غضب اصحاب العمل هو يوم للموظفين الرسميين وموظفي الشركات الكبرى ، وهو يوم رحلات بإمتياز ، حسب نشاطات النقابات العمالية اليسارية . يوم العمال ، يوم اجازة لنا ولذا طالبنا بأن تكون الاجازة متمددة الى يوم عمل فالرحلة الى شرم الشيخ او العقبة تحتاج الى ليلتين وثلاثة ايام ، ولعل الحكومة وهي محقة التقطت النية فقررت ان يسير الاسبوع كما هو دون منح اضافية للموظفين ، اما العمال فبقي الامر كما هو يوم عليهم ويوم لصاحب العمل .