عبّرت إثيوبيا عن ارتياحها لنتائج المحادثات التي أجراها رئيس وزرائها، آبي أحمد، مع الفرقاء السودانيين في الخرطوم الجمعة. ودعا رئيس الوزراء الإثيوبي إلى انتقال ديمقراطي "سريع" في السودان. وقال أحمد في بيان "يجب أن يتحلى الجيش والشعب والقوى السياسية بالشجاعة والمسؤولية باتخاذ خطوات سريعة نحو فترة انتقالية ديمقراطية وتوافقية في البلد".
وشدد آبي أحمد على بقاء بعثة الاتحاد الإفريقي في خدمة الأطراف السودانية حتى التوصل إلى اتفاق، معلناً أنه سيقوم بجولة ثانية من المباحثات خلال أسبوع مع كل من طرفي الأزمة السودانية.
من جانبه، قال محمود درير، مبعوث الرئيس الإثيوبي الخاص إلى الخرطوم، إن "السودان بلد مهم لاستقرار المنطقة"، معرباً عن أمله في أن يتوصل المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير إلى اتفاق قريب يضع حداً للمحنة التي تمر بها البلاد.
بليني سيوم، السكرتيرة الصحافية لرئيس الوزراء الإثيوبي، من جهتها، قالت إن حكومة بلادها "جادة في إحلال السلام بالسودان"، مضيفةً أن "اللقاءات الماراثونية اليوم لآبي أحمد كان هدفها تحقيق التزام إثيوبيا بدفع النقاشات إلى الأمام بين الفرقاء السودانيين".
وقالت بليني سيوم: "أريد أن أؤكد أن الحكومة الإثيوبية جادة في إحلال السلام بالسودان، وتقف مع حكومة السودان، وهذا هو السبب الذي أتى برئيس الوزراء إلى هنا حتى يؤكد هذا الالتزام للحكومة الإثيوبية".
وتابعت: "عقد رئيس الوزراء اليوم اجتماعا مع المجلس العسكري الانتقالي وكذلك مع قوى الحرية والتغيير. وبنتيجة المناقشات التي جرت خلال هذا اليوم، يمكننا القول إننا متفائلون، وسندفع بها إلى الأمام في الأيام القادمة". سعى رئيس الوزراء الإثيوبي للتوسط في حل الأزمة السياسية في السودان، الجمعة، وحث المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير على التحلي بالشجاعة لحل المأزق الذي أعقب إزاحة عمر البشير.
وبعد وصول آبي أحمد قادما من أديس أبابا، أجرى محادثات بشكل منفصل مع الجانبين عقب أسوأ أعمال عنف منذ أبريل/نيسان.
وتقول المعارضة، التي تطالب بحكم مدني، إن 113 شخصا قتلوا خلال فض الاعتصام يوم الاثنين. وتقول الحكومة إن عدد القتلى 61 بينهم ثلاثة من قوات الأمن.
وعقب المحادثات مع آبي أحمد، اعتقلت السلطات قياديين سودانيين بالحركة الشعبية فرع الشمال، هما: خميس جلاب ومبارك اردول.
من جهته، قال المجلس العسكري الانتقالي إنه مستعد للتفاوض. وقالت وكالة السودان للأنباء: "أكد الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي أن المجلس منفتح للجلوس والتفاوض للوصول إلى حل في أي وقت". وأضافت الوكالة أن عددا من أعضاء المجلس كانوا في وداع رئيس الوزراء الإثيوبي بالمطار لدى مغادرته البلاد.
تأتي زيارة آبي أحمد بعد يوم من تعليق الاتحاد الإفريقي ومقره إثيوبيا أنشطة السودان ودعمه لمطالبة قوى الحرية والتغيير بحكم مدني.
واستقبل الفريق شمس الدين كباشي، المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان، آبي أحمد في مطار الخرطوم. وفيما بعد عقد أبي أحمد اجتماعا مع تحالف قوى الحرية والتغيير.
وقال آبي أحمد في بيان: "يجب أن يتصرف الجيش والشعب والقوى السياسية بشجاعة ومسؤولية في اتخاذ خطوات سريعة نحو فترة انتقالية ديمقراطية توافقية في البلاد".
وقال مستشار لآبي أحمد إن المحادثات سارت بشكل جيد، وإن رئيس الوزراء سيعود إلى السودان قريبا.
وأجرى المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير محادثات لأسابيع بشأن من سيقود الفترة الانتقالية، لكن المفاوضات المتعثرة بالفعل انهارت في أعقاب أعمال العنف التي وقعت الاثنين.
وتولى آبي أحمد منصبه العام الماضي وبدأ إصلاحات سياسية واقتصادية واكتسب تقديراً واسعاً بسبب مهاراته الدبلوماسية التي أتاحت تحقيق السلام مع إريتريا، خصم بلاده القديم.