بقاء الحوثي ومشروعه يعتمد على المقاتلين الذين يستدرجهم أتباعه من بين أيدي أولياء أمورهم؛ واستدراج المقاتلين يعتمد على بيئة خصبة من التخلف والأمية؛ ومعنى الأمية هنا ليس الجهل بالقراءة والكتابة؛ فقد تجاوز العالم ذلك التعريف منذ فترة طويلة؛ الأمية تعني عدم ادراك الانسان للعالم والعصر الذي يعيشه؛ ولا للتطور الفكري والمعرفي الذي وصلت له البشرية؛ فيكون فريسة سهل للأفكار المتطرفة والرجعية؛ الآتية من قرون غابرة؛ وهنا يأتي دور النخب الفكرية والمجتمع ككل في مقاومة الفكر المتخلف والمتطرف على السواء؛ بزرع بذور الفكر الانساني والإسلام الوسطي في أبنائهم منذ نعومة أظافرهم؛ وتحصينهم ضد كل أشكال الكهنوت الديني؛ من ولاية الأمر الى الحاكمية والخلافة ؛ فكل تلك المشاريع ما هي إلا قنابل لتفجير المجتمعات والدول والأفراد من الداخل. صاحب اولادك ؛ وكن قريب منهم؛ لتعرف ميولهم الفكرية وتصحح ما يمكن ان يشكل خطر عليهم مستقبلاً؛ وادفعهم نحو القراءة والاطلاع على مختلف الإصدارات الفكرية التي توسع مداركهم وتجعلهم محصنين أمام الخرافة. لن ينتهي الحوثي ولا مشاريع التخلف والكهنوت الأخرى ما لم تنتهي الفقاسات التي تمدهم بالمقاتلين والأتباع؛ لذلك لا تستهينوا بدور المعرفة والثقافة والفكر المدني ومختلف الفنون (سينما/ مسرح/ غناء) في وأد تلك المشاريع؛ بل أنها السلاح الأنجع والأخطر والأكثر فتكاً بتلك المشاريع؛ لأنها لا تكتفي بقتل البعوض بل تردم المستنقعات من الأساس.