ملصق الفيلم شاهدت إيلاف إفتتاح فيلم مهرجان كان ال 63 قبل أربعة أيام من عرضه رسميًّا، والفيلم هو "روبن هود" من بطولة راسل كراو وإخراج ريدلي سكوت، وتعود أحداث القصة إلى أواخر القرن الحادي عشر، حين كانت الخلافات محتدمة بين الإنكليز والفرنسيين، ومع الأمير جون الحكم وحصول الحرب ضد الفرنسيين ووقوف روبن معه ما أدى إلى إنسحاب الفرنسيين، واذ بالملك الجديد يعلن أن روبن مجرم ويجب مطاردته واعدامه. بيروت: سبقت "إيلاف" الدورة 63 من مهرجان كان السينمائي الدولي وشاهدت أول عرض عالمي لفيلم: روبن هود، الذي يفتتح به المهرجان عروضه، ليل الأربعاء في الثاني عشر من أيار (مايو) الجاري، بما يعني أننا شاهدناه قبل بأربعة أيام كاملة، حيث استضافتنا إحدى صالات مجمع الكسليك في جونية عند العاشرة من صباح يوم السبت في الثامن من الجاري. عشرون شخصا فقط ضمتنا صالة تتسع لأربعمئة متفرج، حيث أمضينا ساعتين وعشرين دقيقة نواكب قصة تروى بأكثر من طريقة، وتفاصيل تصل الى حد التناقض. ففيما هو فارس شهم يسرق الأثرياء لإطعام الفقراء في القصة الأكثر ذيوعا، نجده في نسخة المخرج ريدلي سكوت، التي واكبنا حيثياتها، مقاتلا وسيما يقود جيشا جرارا، فيفوز في المعركة كما في الحب.
كراو النموذج.. النجم النيوزيلندي راسل كراو، يراه المخرج الإنكليزي ريدلي سكوت بعين سينمائية مختلفة في روعتها الى حد القول: ان سكوت الوحيد الذي يفهم كراو ويدرك طاقاته، ويعرف كيف يصوره، وأي دور يلائمه، لذا فإن ظهوره مع مخرجين آخرين لا يكون باللمعان نفسه "انه في روبن هو نفسه في غلادياتور، مع اختلاف في اسم الشخصيتين، وفارق خاص هو قلبه، يقع روبن في غرام ماريون لوكسلي (كايت بلانشيت) أرملة أحد المقاتلين الذين سقطوا في معركة طاحنة، ولكن هذه العلاقة تظل عفيفة حتى اللحظات الأخيرة من الأحداث، حيث يبادرها: ماريون أنا أحبك. يثبت الفيلم أن ل "كراو خصوصية في الحضور والتأثير، وكيفما دارت حوله كاميرا سكوت، بدا رائعا وفاعلا، حيث يؤثر صمته بشكل عميق في تجاوب المشاهدين معه، وحين يغضب ينطلق كالثور الهائج ويدمر كل شيء لذا نراه في كلا الحالتين ضمن دوره روبن"، وحسنا فعل كاتب السيناريو برايان هيلجيلاند عندما لم يكتب له حوارات كثيرة، بل اكتفى بعبارات مختصرة جدا، وما تبقى هو تعابير بالعيون يجيدها كراو بثقة.
أي شريط تكمن أهمية روبن هود، في عملية التنفيذ. وجاءت أماكن التصوير التي اختارها المخرج في انكلترا ما بين :آنغل، بامبروك شير، و ويلز، من الإيجابيات التي اعتمد عليها الفيلم، بما يوحي بأن التاريخ عاد وأن أيام الحروب الطاحنة بين الإنكليز والفرنسيين جرى احياؤها، بكل ما فيها من دماء وتدمير، ولم يمنع هذا من طي الصفحات السود من تاريخ الأمم، وفتح أخرى معاصرة تكون حضارية، ونموذجية. يحصل كل هذا في القرن الثاني عشر، ومع ذلك ما زلنا نعيد تشكيل المعالم المشهدية، لما كانت عليه الأحوال في تلك الحقبة من الزمن الغابر، حيث القتل سهل، مع استعمال كافة الوسائل المتاحة للإنتصار على الأخر مهما كانت قوته، أو كثر عدده. خبيرة الكاستينغ جينا جاي، وفقت تماما في اسناد الأدوار الى من يستطيع خدمتها، حتى الذين حضروا في أدوار قصيرة شرفية مثل: ماكس فون سيدو، (قاتل بالسيف وهو أعمى) ويليام هيرت (في شخصية ويليام مارشال الهادئة) مارك سترونغ (غودفري) داني هيوستن (الملك ريتشارد قلب الأسد) ماثيو ماكفايدن (شريف نوتنغهام) أوسكار اسحاق (الأمير جون) آيلين أتكينز (اليانور أوف آركاتين) كلهم كانوا في أدوارهم بالشخصيات التي تلائمهم، وقد شعرنا بواقعية الأحداث مشهدا مشهدا.
القصة تعود الأحداث الى أواخر القرن الحادي عشر، وأوائل الثاني عشر، حين كانت الخلافات محتدمة بين الإنكليز والفرنسيين، يغيرون على بعضهم البعض، ويعيشون كراهية مستحكمة، في وقت كان الملك ريتشارد الملقب ب "قلب الأسد"، بصدد العودة الى لندن، لترتيب أوضاع البلد والناس، لكنه يخوض مواجهة حامية بعد وقوعه في كمين ويتلقى ضربة قاتلة، الأمر الذي يجعل الأمور تضطرب ويتولى الأمير جون (أوسكار اسحاق) الحكم من بعده ولا يكون لا عادلا ولا وفيا ولا صادقا، وبالتالي لا يحبه شعبه، ومع ذلك حين تحصل حرب ضد الفرنسيين يقف روبن معه ويدافع بشراسة مما يدفع بالفرنسيين الى الانسحاب، واذ بالملك الجديد يعلن أن روبن مجرم ويجب مطاردته واعدامه، لكن روبن اختار العيش مع الناس العاديين، ومعه ماريون التي لم يبح بحبه لها الا في ختام الأحداث، وسط سعادة غامرة.
كان 63 اذن روبن هود سيكون شريط الإفتتاح للدورة 63 من المهرجان الدولي، والذي يرأس لجنته التحكيمية المخرج الأميركي تيم بورتون وفي العضوية : المخرج شيجار كابور (الهند) الممثلة كايت باكينسايل (بريطانيا) الممثلة جيوفانا ميزوجورنو (ايطاليا) بنيسيو دل تورو (أكوادور) المخرج آلبرتو باربيرا (ايطاليا) فيكتور اريك (اسبانيا) أسماء كبيرة تتبارى في اطار المسابقة الرسمية للمهرجان أبرزها:
- المكسيكي آليخاندرو غونزاليس (بيوتيفول) - الإيراني العالمي عباس كياروستامي (نسخة مصدقة) - الإنكليزي ميك لايغ (عام آخر ) - الأميركي دوغ ليمان (لعبة عادلة، يشارك في أحد أدوار الفيلم الممثل المصري خالد النبوي) - الجزائري رشيد بو شارب (خارج عن القانون، وقد واجهت الفيلم عاصفة من الهجوم ودعوة لمنع عرضه في المهرجان لأنه يرصد مجزرة 8 أيار/مايو 1945 ارتكبها الفرنسيون ضد الجزائريين، والمفارقة أن الإنتاج فرنسي) - الياباني تاكيشي كيتانو (غضب)
قضية.. مشكلة غير مسبوقة شهدها المهرجان وتتناول رفض ادارته شريط كارلوس، الذي صور مسلسلا ما بين بيروت وباريس وبعض أوروبا، وأنجز فيلما من المسلسل لم يقبله المنظمون، واذا ب"قنال بلوس" المساهمة في تمويل المهرجان، والتي أنتجت كارلوس، تدخل على الخط وتفرض الفيلم، في عرض خاص خارج المسابقة، وسط معلومات مؤكدة عن حصول كارلوس على سيناريو المسلسل الذي كتب عن سيرته الشخصية، وقال من سجنه (سجين منذ 16 عاما) للمخرج أوليفييه أساياس: المعلومات الواردة عني معظمها غير صحيح، في بطولة ل "ادغار راميريز"، وعدد من الممثلين اللبنانيين(بينهم :بديع أبو شقرا، فادي أبي سمرا، أحمد قعبور،الملحن والمغني).
بالمقابل يصل شريط المخرج الروسي الكبير نيكيتا ميكالكوف بعنوان :الشمس الخادعة 2، من دون رضى الكرملن عن مضمونه الذي يتناول المواجهة الدموية بين الروس والقوات النازية ابان الحرب العالمية الثانية والتي خسرت خلالها 16 مليون شخص، لأن ميكالكوف يشير في السياق الى أن الروس خافوا وجاعوا وترددوا وكادوا يستسلمون استنادا الى وثائق رسمية موجودة ومتاحة للجميع.