تشهد مدينة "كان" الفرنسية، الأربعاء 12-5-2010، حفل افتتاح الدورة ال63 لمهرجانها السينمائي، الذي سينطلق الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش، ويستمر حتى 23 مايو (أيار)، لإضافة لمسة إشراق وسط سماء تلبدها الغيوم. يُعرض في الافتتاح فيلم "روبن هود"، للأمريكي رديلي سكوت، خارج إطار المسابقة، ليكون الممثلين الرئيسيين في الفيلم راسل كرو وكايت بلانشت أول من يصعد السلالم الشهيرة في دورة العام 2010. وتتوقع الأرصاد الجوية أن تمطر خلال جزء كبير من الأسبوع على المدينة الواقعة في جنوبفرنسا، والتي شهدت شواطؤها الأسبوع الماضي أمواجاً عاتية بلغ ارتفاعها عدة أمتار مما أخر التحضيرات. ومع انتظار وصول مخرجين من العالم بأسره إلى كان، ومن بينهم وودي آلن وتاكيشي كياتن واليخندرو غونزالس انياريتو ونيكيتا ميخالكوف وكين لوتش، عكفت الفنادق والمطاعم على العمل في محاولة لتعويض الوقت الضائع. وقد نصبت اللوحات الترويجية للأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية وكذلك آخر الخيم على الشواطئ الخاصة فيما تم تسليم عشرات الصناديق من الشمبانيا. وعلى جري العادة، وضع المعجبون منذ فترة طويلة كراسي قبالة السلم الشهير لرؤية نجومهم المفضلين عن قرب. وتركز الأفلام المعروضة في إطار المهرجان هذه السنة، على الوضع الجيوسياسي العالمي، سواء كانت الأزمة المالية أو الحرب في العراق أو الإرهاب. ففيلم "وول ستريت 2" الذي صوره أوليفر ستون بعد 23 عاماً على الجزء الأول، يغوص مجدداً في خفايا الأوساط المالية العالمية التي تهزها أزمة بورصة. ويخوض الفيلم الأمريكي الشمالي الوحيد في المسابقة الرسمية "فير غايم" للمخرج دوغ ليمان في تبريرات الحرب على العراق من خلال متابعته جاسوسة مكلفة التحقيق حول وجود أسلحة دمار شامل. كما يتطرق المهرجان إلى محطات مؤلمة في تاريخ العلاقة الفرنسية الجزائرية من خلال فيلمين مرشحين للفوز بجائزة السعفة الذهبية وهما "اور لا لوا" لرشيد بوشارب و"دي زوم ايه دي ديو" لكزافييه بوفيه. واعتبرت الممثلة الفرنسية-البريطانية كريستين سكوت توماس التي تدير حفل الافتتاح أن "مهرجان كان يضم في الوقت ذاته أفلاماً بميزانيات كبيرة وأفلاماً رائعة أنجزها في ظل أنظمة سياسية مختلفة، مخرجون لا يتمتعون بوسائل كثيرة".