جددت المملكة العربية السعودية، خلال جلسة مجلس الوزراء العادية التي عُقدت في قصر السلام في جدة أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مواقفها الثابتة من ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة . ودانت المملكة سياسة العنف والقمع التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومنها الحصار المتكرر للمسجد الأقصى المبارك وإغلاق أبوابه أمام المصلين واستيلاؤها على المزيد من الأراضي الفلسطينية لمصلحة مشاريعها الاستيطانية وتهويد مدينة القدسالمحتلة. وأقر مجلس الوزراء بأن تتحمل الدولة عن المعوقين المحتاجين الرسوم المتعلقة بتأشيرات الاستقدام والخروج والعودة وإصدار الإقامة وتجديدها الخاصة بالسائق الخاص والخادم والممرض. ونص القرار على تشكيل لجنة في وزارة الشؤون الاجتماعية لوضع الضوابط اللازمة لذلك، وذلك بعد الإطلاع على المعاملة المرفوعة من مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية المتعلقة باقتراح إعفاء المعوقين الذي يدخلون ضمن تصنيفات الإعاقة المعتمدة في المملكة من رسوم التأشيرة والإقامة الخاصة للسائق والخادمة والممرضة. وأطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس، في مستهل الجلسة، على فحوى محادثاته مع رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، منوهاً بما يربط البلدين والشعبين الشقيقين من علاقات متينة وتعاون مشترك، إضافة الى استقباله قائد القوات الأميركية في العراق الفريق أول ريموند أوديرنو والمبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط وو سيكة. وفوض المجلس وزير الخارجية، أو من ينيبه، بالبحث مع الجانب الليتواني في شأن مشروع اتفاق عام للتعاون بين حكومتي المملكة وليتوانيا، كما وافق المجلس على مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم العالي السعودية ونظيرتها النمسوية للتعاون في مجالات التعليم العالي والأبحاث، وفوض المجلس وزير التجارة والصناعة، أو من ينيبه، بالبحث مع الجانب البريطاني في شأن مشروع برنامج تعاون فني بين وزارة التجارة والصناعة السعودية ووزارة التجارة والاستثمار والمنشآت الصغيرة في بريطانيا وشمال إيرلندا. كما فوض وزير التجارة والصناعة، أو من ينيبه، بالبحث مع الجانب السويدي في شأن مشروع برنامج تعاون فني بين وزارة التجارة والصناعة السعودية ومجلس التجارة في السويد.
وأبدى المجلس ارتياحه لما عبر عنه المنتدى العربي - التركي الثالث الذي عقد في اسطنبول من ترحيب بدور السعودية في تعزيز الحوار بين أتباع الديانات والثقافات المعتبرة الذي عبر عنه «المؤتمر العالمي للحوار» في مدريد في تموز (يوليو) 2008 برعاية خادم الحرمين الشريفين والعاهل الاسباني الملك خوان كارلوس ودعمه الكامل لمبادرة تحالف الحضارات التي تبنتها الأممالمتحدة ونتائج المنتدى الثالث للمبادرة الذي عقد في ريودي جانيرو أخيراً، معرباً عن أمله في أن تسهم نتائج هذا المنتدى في تعزيز التعاون والتفاهم المشترك بين المجموعة العربية وتركيا الشقيقة. وكان خادم الحرمين الشريفين استقبل في قصر السلام في جدة أمس السفراء المعينين لدى عدد من الدول الشقيقة والصديقة وهم: السفير لدى السودان فيصل بن حامد معلا، والسفير لدى تشيكيا عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ المعين، والسفير المعين لدى الأرجنتين تركي بن محمد الماضي، والسفير لدى فنزويلا عبدالرحمن بن عبدالعزيز أبا نمي. وأدى السفراء القسم أمام خادم الحرمين الشريفين الذي أوصاهم بالحرص على تقوى الله والعمل على تعزيز العلاقات بين المملكة والدول الشقيقة والصديقة المعينين فيها وأن يكونوا خير سفراء يمثلون دينهم ووطنهم وشعبهم. وحضر الاستقبال النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ووزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود، ووزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز، والوزراء ووكيل وزارة الخارجية لشؤون المراسم وعدد من المسؤولين. على صعيد آخر، وضع مجلس الوزراء السعودي لائحة تنفيذية لنظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، حدد خلالها 32 نوعاً من المخدرات، في إجراء هو الأول من نوعه. وأعطت اللائحة تعريفاً للمدمن وشروط الوصفة الطبية وضوابط استيراد المواد المخدرة وشروط زرعها، وكيفية حفظها والمؤثرات العقلية في المنشآت المرخص لها، وطرق نقلها.