أوضح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أن إيران قدمت تأكيداً بأنها ستكف عن تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء بنسبة 20 بالمئة، إذا وافقت القوى العالمية على خطة مقترحة لتبادل الوقود النووي، الخميس 29-7-2010، فيما اعتبر مؤشراً إيجابياً بشأن إمكانية إجراء مباحثات جديدة في البرنامج النووي الإيراني الذي يشتبه بأنه يهدف إلى صنع أسلحة نووية. وقال أوغلو، الذي التقى مع نظيريه الإيراني منوشهر متكي والبرازيلي سيلسو أموريم يوم الأحد، إن إيران مستعدة أن تهدئ مخاوف الآخرين من برنامجها لتخصيب اليورانيوم إذا تم المضي قدماً في الخطة المقترحة لتبادل الوقود النووي. وأبان في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله، الذي يزور تركيا حالياً، أن "ثمة رسالة أخرى مهمة قدمها متكي أثناء زيارته لتركيا، وهي أنه إذا تم توقيع اتفاق طهران، وقدم لإيران الوقود الضروري الذي تحتاج إليه لأنشطة الأبحاث، فإنها لن تواصل عندئذ تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20 في المئة". وشدد أوغلو على أن تبدأ المحادثات في أسرع وقت ممكن بشأن هذا الموضوع مع مجموعة فيينا، التي تضم روسيا وفرنسا والولاياتالمتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيراً إلى أن "الخلافات يجب أن تنحى جانباً، وأن والمفاوضات بين مجموعة فيينا وإيران يجب أن تبدأ الآن." وتابع قائلاً إن "إحراز تقدم في هذه المفاوضات الفنية سيعزز الثقة بين الجانبين". وأضاف أوغلو أن إيران أكدت أيضاً أن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون، وكبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية سعيد جليلي، يمكن أن يجتمعا بعد نهاية شهر رمضان في أوائل سبتمير (أيلول). من جهتها قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن إيران غالباً ما تبعث بإشارات متباينة، لكن الولاياتالمتحدة "مستعدة استعداداً كاملاً" لاستئناف المباحثات بين القوى الكبرى الست وطهران بشأن البرنامج النووي لإيران. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي. جيه. كرولي للصحفيين "نحن بالطبع مستعدون استعداداً كاملاً لأن نتابع مع إيران التفاصيل فيما يتعلق بالاقتراح الأولي الذي يشمل مفاعل أبحاث طهران، بالإضافة إلى قضايا أشمل لمحاولة فهم طبيعة البرنامج النووي الإيران"، مضيفاً "نأمل أن تعقد اجتماعات خلال الأسابيع القادمة على شاكلة الاجتماعات التي عقدناها في أكتوبر الماضي". وتوسطت تركيا والبرازيل في مايو أيار الماضي في اتفاق لتبادل الوقود النووي في طهران أملاً أن يعيد هذا الاتفاق إيران والقوى الكبرى إلى مائدة المفاوضات، لكن القوى الست أبدت فتوراً تجاه الخطة، في الوقت الذي كانت آخر مفاوضات أجرتها إيران مع القوى العالمية، وهي الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2009.
وتناولت المفاوضات في ذلك الحين بحث إرسال إيران بعض ما لديها من يورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج مقابل الحصول على وقود من أجل مفاعل في طهران يصنع النظائر الطبية. وتقول طهران إن مفاعلها يهدف لإنتاج الكهرباء.
وأعلنت إيران في فبراير (شباط) الماضي أنها بدأت تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء نسبتها 20 في المئة من حوالي 3.5 في المئة، مما يثير مخاوف من أنها قد تخطط لتخصيب اليورانيوم لدرجات أعلى، وأن تنتج مواد تصلح لإنتاج أسلحة نووية.
وفرضت عقوبات جديدة على إيران منذ يونيو (حزيران) الماضي من قِبل الأممالمتحدة ثم الولاياتالمتحدة، كما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات يوم الإثنين، مما يزيد الضغوط على طهران. وكان أحد المطالب التي تضمنتها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن توقف إيران تخصيب اليورانيوم على المستويات كافة.
وأرسلت إيران رسالة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا يوم الإثنين تقول فيها إنها مستعدة للتفاوض على تفاصيل مبادلة 1200 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة ثلاثة في المئة والموجود لديها مقابل 120 كيلوجراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة.
وعرضت تركيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي، على إيران تخزين اليورانيوم الذي تجري مبادلته. وانخرطت في مسعى دبلوماسي في محاولة لتهدئة التوتر بين جارتها وحلفائها الغربيين. وقد يبشر العرض، الذي أبلغ لوزير الخارجية التركي يوم الأحد، باستئناف متوقع للمحادثات في سبتمبر (أيلول) القادم بين إيران والقوى العالمية الست بشأن البرنامج النووي الإيراني.