تواصلت الاشتباكات اليوم الخميس، وإن بشكل أقل حدَة، بين قوات موالية للرئيس علي عبدالله صالح وأنصار الشيخ صادق الأحمر في منطقة الحصبة شمال العاصمة صنعاء، في وقت أعلن فيه الأحمر استعداه لإيقاف إطلاق النار بشرط إيقاف قوات صالح لذلك. وقال الأحمر في حديث مع قناة الجزيرة ظهر اليوم "أعلن من داخل منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر استعدادي الكامل لإيقاف إطلاق النار بشرط إيقاف علي صالح لذلك". وأضاف أن إعلانه هذا ليس من مصدر ضعف، وإنما من مصدر قوة، وإلا فهو مستعد للقتال حتى النهاية. وأشار الأحمر إلى أن صالح هو من جرهم إلى الرد "نحن في بيوتنا.. هو من باشرنا (أطلق علينا) في البداية"، مضيفاً أن قوات صالح لم تصل إلى منزله الواقع في حي الحصبة، وأن ما وصله هو قصف المدفعية الثقيلة من جبل نقم (شرق صنعاء) ومنزل قديم يتبع الرئيس صالح، ويستخدم حالياً كموقع عسكري، داعياً صالح إلى إيقاف القصف أولاً قبل إيقاف أنصاره للنار. وقال إن من يحميه هم رجال القبائل اليمنية وقبائل حاشد ورجال من القوات المسلحة والأمن، مضيفاً أنه يحتجز سبعين شخصاً من قوات صالح ممن سلموا أنفسهم له. ودعا الشيخ صادق الأحمر المجتمع الدولي إلى الضغط على صالح، الذي أسماه أكثر من مرة ب"علي مسيلمة"، لإيقاف مخططاته لجر البلاد إلى حرب أهلية، والضغط عليه للتنحي عن الحكم، مؤكداً أن رحيل صالح لن يمزق البلاد أو يجرها إلى حرب أهلية كما يصور له. وأشار الأحمر إلى فشل جهود الوساطة التي يقودها اللواء غالب القمش بعد قصف صاروخي لقوات صالح على منزل الاحمر أثناء ما كانت الوساطة بداخله، وهو ما أسفر عن مقتل وإصابة بعضهم، مضيفاً أنه يحتفظ ببيان كتب بخط اللواء القمش وعدد من أعضاء لجنة الوساطة يعلنون فيه انحيازهم إلى إليه (الأحمر) وتبرأهم من صالح. وفي الوضع الميداني، قال سكان محليون إن تبادلاً لإطلاق النار بالأسلحة المتوسطة سمع في مناطق متفرقة من منطقة الحصبة الواقعة شمال صنعاء. وتوسع نطاق الاشتباكات حتى وصلت إلى منطقة قريبة من مطار صنعاء، الذي أوقف استقبال الرحلات منذ مساء أمس. ولم ترد إحصائيات حتى الآن عن عدد ضحايا اشتباكات يوم أمس التي كانت الأعنف منذ اندلاع المواجهات قبل أربعة أيام.