قالت مصادر أمنية يمنية إن قوات الأمن قتلت اثنين من زعماء القاعدة في الجنوب أثناء هجوم دام في محافظة ابين المضطربة ضمن جهودها لاستعادة مناطق استولى عليها متشددون إسلاميون. ويسيطر العنف على اليمن منذ فبراير شباط عندما اندلعت احتجاجات تطالب بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ 33 عاما. وفي حين يمضي صالح فترة النقاهة في الرياض بعد انفجار قنبلة في قصره تشهد محافظة ابين تحديا متزايدا من المتشددين مما اثار مخاوف الغرب والمملكة العربية السعودية المجاورة من ان يستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهو فرع للقاعدة في اليمن حالة الفراغ الأمني بالبلاد. وقال موقع وزارة الدفاع 26 سبتمبر.نت ان قواتها قتلت عائض الشبواني وعواد محمد الشبواني في قتال عنيف يوم الأربعاء. لكن جماعات معارضة ومحللين أمنيين يتشككون في مزاعم الحكومة ويقولون إنها تريد أن تظهر أن لها اليد العليا في الصراع في أبين حيث تحدى المتشددون سيطرة الجيش في الشهور القليلة الماضية بالاستيلاء على العديد من المناطق ومنها زنجبار عاصمة المحافظة. وقال علي دهمس وهو معارض من ابين فر من المنطقة في الأسابيع القليلة الماضية انه يعتقد بأن الحكومة تخفي مدى قوة المتشددين هناك. وأضاف ان هذه الإعلانات مجرد مهدئات وهي مجرد محاولة لاسترضاء الولاياتالمتحدة لكن كل ما سيحدث ان المعركة ستنتقل إلى مدينة أخرى. وقال اليمن في السابق انه قتل عائض الشبواني في غارة جوية في يناير كانون الثاني 2010 وفي 2009 قال انه قتل شخصا يدعى عواد الشبواني. وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب نفى مقتل الرجلين في ذلك الوقت. واعترف مسؤول حكومي طلب عدم نشر اسمه بأن المتشككين لديهم سبب للشك وقال "لديهم سبب لبعض الشكوك نظرا لنقص الدقة في بعض المعلومات السابقة المقدمة لكن وسائل إعلامنا أعلنت النبأ مع تلقينا له من المنطقة." وفي الاسابيع القليلة الماضية أفادت قوات الأمن في ابين بأن الجيش قتل عشرات المتشددين وبينهم اثنان آخران على الاقل من زعماء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. ولم يؤكد التنظيم بعد مقتل أي من زعمائه لكنه في العادة يستغرق عدة أسابيع لإصدار إعلانات عبر الانترنت. وقال المحلل اليمني المتخصص في شؤون القاعدة سعيد عبيد انه أحصى حوالي 300 من متشددي القاعدة تفيد المزاعم بمقتلهم منذ مطلع العام وهو نفس عدد أعضاء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذين تقول الحكومة إنهم يعملون في اليمن. وقال "ما أجده مثيرا للشك ان مقتل (عائض وعواد) الشبواني قيل انه حدث في ضربة جوية وان الاعلان جاء فور الغارة. الحكومة تبحث عن انتصارات الآن حتى لو كانت اكاذيب." ويقول منتقدو صالح انه يجعل قواته تخفف قبضتها حول المناطق المشتبه بوجود متشددين فيها لأجل إقناع المجتمع الدولي بأنه وحده يقف في وجه سيطرة المتشددين. ويقول تيودور كاراسيك المحلل الأمني في مجموعة انيجما ومقرها دبي انه توجد بعض الحقيقة في اتهامات المعارضة لكنه عبر عن اعتقاده بأن خطة الحكومة ربما جاءت بنتيجة عكسية. وأضاف ان الجيش يقاتل المتشددين في أبين منذ أسابيع لكن لم يمكنه بعد استعادة المدن الكبرى. وتابع "من الواضح جدا أن الحكومة تترك الأمن يتداعى كي تأتي للإنقاذ في وقت لاحق. لكن الآن لا يبدو أن ذلك يعمل على نحو جيد." ويقول بعض المحللين إن الحكومة ربما قتلت كثيرا من المتشددين في أحدث هجوم لها لكن من المستبعد ان يكون كل هؤلاء من أعضاء القاعدة. وربما يكون هؤلاء أعضاء في جماعات متشددة أخرى او ربما جماعات قبلية أصبحت جزءا من المعركة. وقال جيريمي بيني المحلل الأمني الكبير في اي.اتش.اس جينيس "في كثير من الأحيان لا يمكن التثبت فعليا من الأدوار التي تنسبها السلطات اليمنية لهؤلاء الأشخاص." وأضافت "اعتقد انه توجد نزعة من جانب قلة من قوات الأمن لإعطاء انطباع بأن الناس الذين يقضون عليهم مهمون جدا وربما يبالغون في تقدير أهميتهم." وتشهد أبين إراقة للدماء بصورة يومية منذ استولى المتشددون على مدينة جعار في مارس اذار وعاصمة المحافظة زنجبار في مايو أيار. ورفض المسئولون المحليون ومسئولو الإسعاف في أبين إعلان تقديرات لعدد الجنود الذين قتلوا او جرحوا في الاشتباكات. وفر حوالي 54 الف شخص إلى ميناء عدن الاستراتيجي المجاور الذي ضربت القوات طوقا امنيا حوله لمنع تسلل المزيد من المتشددين إليه. من اريكا سولومون ومحمد الغباري