بيروت (رويترز) – يخشى السوريون من أن جامعة الدول العربية ربما تستغرق وقتا طويلا لوقف القتل الذي أسقط ضحايا كثيرين في البلاد خلال انتفاضة مستمرة منذ ثمانية أشهر وقمع وهم ليسوا متأكدين من أثر العقوبات على حكومتهم. فرض وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم في القاهرة عقوبات في المجال المالي وسفر المسؤولين بعد أن تجاهل الرئيس بشار الاسد مهلة لوقف قمع المحتجين. وتقول الاممالمتحدة ان نحو 3500 سوري قتلوا في العنف. وانطلقت امس الاثنين تجمعات حاشدة مدعومة من الدولة لرفض "التدخل الخارجي". وأظهر التلفزيون الحكومي لقطات للالاف يحملون صورا للاسد ويلوحون بالاعلام السورية. وعرض التلفزيون الحكومي مرة أخرى ما تقول الحكومة انهم ضحايا العصابات المسلحة التي تهاجم قوات الامن. أغلب وسائل الاعلام الاجنبية ممنوعة حاليا من دخول سوريا. وقال سوريون اتصلت بهم رويترز هاتفيا امس انهم لا يعتقدون أن احدث عقوبات ستحل الازمة سريعا. قالت نسرين (25 عاما) وهي صحفية "ستؤثر على النظام على المدى الطويل لكنها ستكون فرصة للتجار الجشعين والنظام للمزيد من السرقة… نريد حلا فوريا لوقف القتل وليس عقوبات." وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان الخطوة التي اتخذتها الجامعة العربية ضد بلاده طريقة خاطئة في السعي للتوصل الى اتفاق لانهاء الاشتباكات اليومية بين محتجين معارضين للاسد وقوات الامن. وقال المعلم ان سوريا بذلت كل ما في وسعها للخروج من الازمة. وقال ان وزراء الخارجية العرب "بالامس وبالقرار الذي اتخذوه أغلقوا جميع النوافذ مع سوريا." وكان يتحدث بعد أن أعلن الاتحاد الاوروبي المزيد من العقوبات الى جانب عقوبات تبناها بالفعل حلفاء غربيون وخطوات اتخذتها دول عربية. ومع تكثيف الجهود الدبلوماسية لحل الازمة قالت فرنسا انها تريد من تركيا الانضمام الى مؤتمر لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي. واقترحت فرنسا اقامة ممر انساني امن من تركيا للمساعدة على حماية المدنيين. وفي دمشق أشار بعض السوريين الى أن الجامعة العربية قالت انها اختارت بعناية اجراءات عقابية ستؤثر على نظام الاسد دون أن تضر بالمواطنين العاديين. لكنهم يشكون في أن تكون هذه هي النتيجة. وقال رامي وهو محاسب يبلغ من العمر 27 عاما "انها عقوبات على الناس وليس النظام… صحيح أن الجامعة العربية حاولت حماية المدنيين السوريين لكن عندما يكون هناك ضغط على الحكومة فان الحكومة تنفس عن هذا الضغط في المواطنين." ووافقت رنا وهي طالبة عمرها 22 عاما على هذا الرأي لكنها قالت ان من الضروري اعطاء فرصة للعقوبات حتى تحدث أثرا. وقالت "أؤيد العقوبات رغم أنها ستمثل ضغطا على المواطن العادي. لكنها الطريقة السلمية الوحيدة… ربما يقبل النظام بوقف قتل الناس.. ليست هناك ثورة دون تضحية." وتابعت "لكن الجامعة العربية بطيئة وأشعر في بعض الاحيان أنها ليست جادة في مساندة الشعب السوري." وقال نشطاء مناهضون للاسد ان قوات الامن الحكومية قتلت 24 شخصا على الاقل يوم الاحد والكثير منهم في بلدة الى الشمال من العاصمة أصبحت معقلا للاحتجاج. وقالت ريم التي تبلغ من العمر 40 عاما ولديها اثنان من الابناء ان لديها "كلمتين" فقط للمبادرة العربية التي رحبت بها حكومات اوروبية باعتبارها خطوة غير مسبوقة ضد دولة عربية. وقالت "نريد وقف القتل لا عقوبات. العقوبات ستزيد من السرقة. كل الاسعار مرتفعة وسترتفع أكثر وأكثر. لا أعلم ما الذي سنفعله." وفي حين أن وزير الخارجية السوري المعلم انتقد العقوبات المفروضة على البنك المركزي السوري وقال انها "اعلان حرب اقتصادية" قال بعض المواطنين انها لن يكون لها أثر تقريبا. وقال بقال اسمه وائل ولديه أربعة من الابناء "بالطبع سيخرج النظام سليما من هذه الازمة لانه لا يهتم بمصالح الكثير من العرب في سوريا." ومضى يقول "انها مؤامرة. انهم يعلمون فشل العقوبات. يريدون بحث الازمة في مجلس الامن. لكن كل هذا سيكون مصيره الفشل." === المصدر:: اخبارية نت / نقلا عن رويترز