أشار الكاتب الأميركي فريد زكريا إلى ما وصفه بتزايد الضغط الدولي على طهران، وقال إن إيران بدأت تتحول إلى دولة تعاني الإحباط بالرغم مما يقوله البعض من أنها باتت تشكل تهديدا للآخرين في ظل تصريحاتها الأخيرة بشأن قدراتها النووية والصاروخية. وأوضح زكريا –وهو مدير تحرير مجلة نيوزويك الأميركية- في مقال نشرته له صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن بعض المراقبين بدؤوا يقارنون بين بروز قوة إيران وتلك التي اتصفت بها ألمانيا هتلر، في ظل ما يظنون أنه نفوذ إيراني في منطقة الشرق الأوسط. بيد أن الكاتب قال إن القصة الحقيقية بشأن إيران تتمثل في أنها دولة ضعيفة، لا بل وإنها بدأت تزداد ضعفا، موضحا أن العقوبات الاقتصادية المفروضة ضد البلاد بدأت تأتي أكلها، وأن إيران صارت تعاني أزمات اقتصادية وسياسية. وعلى المستوى السياسي، قال زكريا إن الحليف الأقرب والداعم الوحيد لطهران في المنطقة، وهو المتمثل في نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بدأ هو الآخر بالتداعي والانهيار، وإن دول الخليج العربي توحدت في مواقفها ضد إيران، بل إن دول الخليج عززت من علاقاتها مع الولاياتالمتحدة أكثر من أي وقت مضى. وفي حين أشار الكاتب إلى أن السعودية أعلنت الأسبوع الماضي عن إتمامها أكبر صفقة شراء أسلحة من الولاياتالمتحدة، وأضاف أن الاتحاد الأوروبي أيضا يقترب من اعتماد عقوبات اقتصادية أشد وأقسى ضد إيران. ضعف العملة وأما المؤشر الأسهل الذي يدلل على ضعف إيران –والقول للكاتب- فيتمثل في مدى قوة عملتها، موضحا أنه عندما تولى الرئيس الأميركي باراك أوباما زمام الأمور في الولاياتالمتحدة، فكان لا يمكن شراء سوى تسعة آلاف وسبعمائة ريال إيراني بدولار أميركي واحد، وأما الآن فيمكن شراء 15 ألفا وسبعمائة من الريالات الإيرانية بنفس الدولار. كما أشار الكاتب إلى ردود الفعل الإيرانية الأخيرة إزاء العقوبات الاقتصادية الأشد التي أعلنت عنها واشنطن، والمتمثلة في حظر تصدير النفط الإيراني، وقال إن التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة البحرية الدولية يدلل على مدى الشعور بالإحباط لدى القادة الإيرانيين. وأضاف أن إدارة أوباما تعي أن النظام الإيراني غير قادر على التصالح مع الغرب، بشأن البرنامج النووي الإيراني، موضحا أن الولاياتالمتحدة بصدد زيادة الضغط على إيران كي تجبر النظام في طهران على الرضوخ والقبول بمباحثات جادة بشأن طموحاته النووية. لكن الكاتب حذر من تداعيات أخرى لزيادة الضغط الغربي على إيران، وقال إنها ربما تتمثل في نتائج غير متوقعة مثل ارتفاع أسعار النفط، في ظل التوتر السياسي القائم في المنطقة. وقال إن بعض الأمم الضعيفة ربما تتسبب بمشاكل للآخرين في حال الضغط على حكامها، بشكل أكبر مما قد تفعله الأمم القوية.