الفيدرالية هل تحل مشاكل العراق؟ قال الكاتب الأميركي ليسلي غيلب إن العراق يقترب من حافة الانزلاق في أتون حرب أهلية، وتساءل في مقال نشرته له مجلة نيوزويك الأميركية عن كيفية إنقاذ العراق من حافة الهاوية وحماية البلاد من النفوذ الإيراني،قال إن الحل يكمن في الفدرالية - وأوضح الكاتب - وهو الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية، وهو من أقدم المؤسسات البحثية الأميركية ومقره في نيويورك- أنه لا بد من إيجاد طريقة يكون من شأنها تخليص العراق وإنقاذه من أزماته، بل وحماية بغداد من النفوذ الإيراني. وقال غيلب إنه سبق له أن ناقش الشأن العراقي مع جوزيف بايدن -نائب الرئيس الأميركي- لثلاث ساعات متواصلة، وذلك في عام 2006 عندما كان بايدين لا يزالا سيناتورا. وأضاف أنه اتفق وبايدن على أن الأزمة في العراق ليس لها سوى الحل السياسي الداخلي، مخافة أن تنزلق البلاد في مستنقع حرب أهلية لا تبقي ولا تذر في ظل ما قال إنها شرائح كبيرة من الشيعة والسنة والكرد في العراق تضمر لبعضها البعض العداوة والبغضاء. وأما الخطة السياسية الوحيدة التي قد تصلح حال العراق والقول للكاتب- فهي الفدرالية، موضحا أن الفدرالية لا تعني التقسيم والتجزئة، ولكنها تعني إمكانية تعايش أناس يعانون من أزمة الثقة فيما بينهم في دولة واحدة، مع تمتع كل طائفة أو شريحة منهم بسلطة لا مركزية. وقال إن الفدرالية تمثل الحل السياسي الوحيد للأزمة الراهنة في العراق، مشيرا إلى ما وصفه بالصراع المستحكم بين الشيعة والسنة والكرد في العراق على مدار قرون. وأضاف أنه لا يمكن للكرد في شمالي العراق ولا للسنة في وسط البلاد ومناطق مختلفة منها القبول بهيمنة الشيعة أو الرضوخ لسيطرتهم، مشيرا إلى أنه عندما حاول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تشديد قبضته على العراق، سرعان ما انزلقت البلاد في انفلات أمني أسفر عن مقتل كثيرين، بغض النظر عن بقاء القوات الأميركية في العراق أو انسحابها. كما أوضح الكاتب أن من شأن ما وصفه بحل الفدرالية قيام كل طائفة بحكم نفسها بنفسها وإدارة شؤونها بذاتها، ولكن الجميع يلتقون في حكومة مركزية، وأما المدن التي يختلط فيها السكان من شرائح وطوائف مختلفة فتخضع لحكم فدرالي تحت حماية دولية. وقال غيلب إن دور الحكومة المركزية يتمثل فقط في إدارة الشؤون الخارجية وإنشاء جيش وطني لحراسة الحدود، وكذلك يكون دورها بإدارة إنتاج النفط وعائداته، ويصار إلى توزيع العائدات وفقا لنسبة كل مجموعة من مجموع السكان. وأما نقطة الخلاف الرئيسية التي يعانيها العراق في الوقت الراهن -والقول للكاتب- فتكمن في إصرار الشيعة على إدارة البلاد كلها من بغداد، محذرا من وقوع العراق فريسة للدول المجاورة مثل إيران أو انزلاقها في أتون حرب أهلية لا تنتهي. كاتب بريطاني يحذر من الحرب ضد إيران حذر الكاتب البريطاني أدريان هاملتون من مظاهر وأجواء التصعيد بين الغرب وطهران، وقال إنه كلما نوقشت شؤون الحرب ضد إيران أنذرَ ذلك باندلاعها، وأشار إلى أن إسرائيل والولاياتالمتحدة والغرب ما فتئوا يقرعون طبول الحرب منذ فترة طويلة. وأوضح هاملتون أن الشأن الإيراني أخذ بالتوتر والتصعيد في بداية المطاف على شكل تقارير سرية وإخبارية، وسرعان ما قام مئات المحللين والمراقبين بتناول المشهد الإيراني في الشرق الأوسط بمنتهى الجدية. وقال إن تقارير عديدة أشارت إلى أن إسرائيل تخطط لشن هجمات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية في فترة عطلة عيد الميلاد الحالية، وإن طهران سرعان ما أخذت الأمر على محمل الجدية. وزادت من التوتر في المنطقة، من خلال تلويحها بإغلاق مضيق هرمز، وذلك في حال فرض الولاياتالمتحدة وأوروبا مزيدا من العقوبات ضدها. وقال الكاتب إن شيئا لم يحدث على أرض الواقع من التهديدات الإسرائيلية أو الإيرانية، مضيفا أن الحكمة تقضي بعدم تنفيذ تلك التهديدات، في ظل ما وصفها بالنتائج الكارثية التي لا يمكن تصورها. فلا طهران قامت بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية، ولا حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أرسلت مقاتلاتها لضرب المنشآت النووية الإيرانية. وقال إن ما يخيف في ظروف التصعيد وأجواء التوتر بين إيران من جهة والغرب وإسرائيل من جهة أخرى لا يكمن في مجرد الاستعدادات والمناورات العسكرية، لكنه يتمثل في استعداد الكثيرين لمناقشة شؤون الحرب كما لو أنها شأن عقلاني، بل كأنها منطقية ومرجحة للاندلاع في أي لحظة. وحذّر هاملتون مما وصفه باندفاع الائتلاف اليميني المتطرف في الحكومة الإسرائيلية وإزاء تشجيع بعض المسؤولين في الجيش الإسرائيلي على قصف المنشآت النووية الإيرانية، بدعوى عدم مضي طهران قدما في تخصيب اليورانيوم. كما حذر مما قال إنه ضعف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الأصوات المنادية بضرورة مواجهة طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، برغم أن إدارة أوباما نفسها كانت إلى وقت قريب تحث إسرائيل على ضبط النفس بشأن تلويح تل أبيب بشن هجمات محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية. ووصف الكاتب العقوبات المشددة المحتملة من جانب الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ضد إيران -في حال تطبيقها بديلا عن الخيار العسكري- بأنها أيضا تعتبر إجراء عدوانيا بحد ذاته. وأشار هاملتون إلى أن طهران لا تهدد بإغلاق مضيق هرمز سوى لتشتيت الانتباه عما تعانيه البلاد من أزمات اقتصادية، وخاصة ما يتعلق بانهيار سعر عملتها في الأسواق المالية العالمية. وقال إنه إذا كانت للمرء من أمنية لعام 2012، فإنها قد تتمثل في توقف الاتحاد الأوروبي عن فرض عقوبات أشد على إيران، وفي تمتع أوباما بالشجاعة الكافية ليقول إن الخيار العسكري لم يعد مطروحا على الطاولة، وفي عودة إيران والمجتمع الدولي إلى طاولة المفاوضات، وذلك قبل أن يفوت القطار الجميع، وتندلع الحرب الكارثية في المنطقة.