حذر الكاتب البريطاني أدريان هاملتون من مظاهر وأجواء التصعيد بين الغرب وطهران، وقال إنه كلما نوقشت شؤون الحرب ضد إيران أنذرَ ذلك باندلاعها، وأشار إلى أن إسرائيل و الولاياتالمتحدة والغرب ما فتئوا يقرعون طبول الحرب منذ فترة طويلة. وأوضح هاملتون أن الشأن الإيراني أخذ بالتوتر والتصعيد في بداية المطاف على شكل تقارير سرية وإخبارية، وسرعان ما قام مئات المحللين والمراقبين بتناول المشهد الإيراني في الشرق الأوسط بمنتهى الجدية. وقال إن تقارير عديدة أشارت إلى أن إسرائيل تخطط لشن هجمات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية في فترة عطلة عيد الميلاد الحالية، وإن طهران سرعان ما أخذت الأمر على محمل الجدية. وأضاف أن طهران زادت من التوتر في المنطقة، من خلال تلويحها بإغلاق مضيق هرمز، وذلك في حال فرض الولاياتالمتحدة وأوروبا مزيدا من العقوبات ضدها. تهديدات إسرائيلية وقال الكاتب إن شيئا لم يحدث على أرض الواقع من التهديدات الإسرائيلية أو الإيرانية، مضيفا أن الحكمة تقضي بعدم تنفيذ تلك التهديدات، في ظل ما وصفها بالنتائج الكارثية التي لا يمكن تصورها. فلا طهران قامت بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية، ولا حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أرسلت مقاتلاتها لضرب المنشآت النووية الإيرانية. وقال إن ما يخيف في ظروف التصعيد وأجواء التوتر بين إيران من جهة والغرب وإسرائيل من جهة أخرى لا يكمن في مجرد الاستعدادات والمناورات العسكرية، لكنه يتمثل في استعداد الكثيرين لمناقشة شؤون الحرب كما لو أنها شأن عقلاني، بل كأنها منطقية ومرجحة للاندلاع في أي لحظة. وحذّر هاملتون مما وصفه باندفاع الائتلاف اليميني المتطرف في الحكومة الإسرائيلية وإزاء تشجيع بعض المسؤولين في الجيش الإسرائيلي على قصف المنشآت النووية الإيرانية، بدعوى عدم مضي طهران قدما في تخصيب اليورانيوم. ضبط النفس كما حذر مما قال إنه ضعف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الأصوات المنادية بضرورة مواجهة طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، برغم أن إدارة أوباما نفسها كانت إلى وقت قريب تحث إسرائيل على ضبط النفس بشأن تلويح تل أبيب بشن هجمات محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية. ووصف الكاتب العقوبات المشددة المحتملة من جانب الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ضد إيران -في حال تطبيقها بديلا عن الخيار العسكري- بأنها أيضا تعتبر إجراء عدوانيا بحد ذاته. أمنية العام وأشار هاملتون إلى أن طهران لا تهدد بإغلاق مضيق هرمز سوى لتشتيت الانتباه عما تعانيه البلاد من أزمات اقتصادية، وخاصة ما يتعلق بانهيار سعر عملتها في الأسواق المالية العالمية. وقال إنه إذا كانت للمرء من أمنية لعام 2012، فإنها قد تتمثل في توقف الاتحاد الأوروبي عن فرض عقوبات أشد على إيران، وفي تمتع أوباما بالشجاعة الكافية ليقول إن الخيار العسكري لم يعد مطروحا على الطاولة، وفي عودة إيران والمجتمع الدولي إلى طاولة المفاوضات، وذلك قبل أن يفوت القطار الجميع، وتندلع الحرب الكارثية في المنطقة. اخبارية نت / الجزيرة نت