دان مجلس الأمن الدولي بشدة التفجير الذي وقع في دمشق. من جانبه استنكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التفجيرات واستمرار سقوط القتلى يوميا في سوريا. في حين اتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف وراء هذا التفجير. وكان وزير الداخلية السورية اللواء محمد الشعار قال إن "التفجير الإرهابي الذي وقع في حي الميدان صباح الجمعة أوقع 26 قتيلا و63 جريحا"، مشيرا إلى الانفجار نفذه "انتحاري" بحزام ناسف، لكنه لم يوجه اتهاما لأي جهة بتنفيذه. ووصف مجلس الأمن الهجمات بالإرهابية والشائنة، وأعاد التأكيد على رفضه لكل أشكال ما سماه الإرهاب بغض النظر عمن يقف وراءها. بدوره عبر بان مجددا عن قلقه البالغ من استمرار تدهور الوضع ومصرع آلاف الأشخاص منذ مارس/آذار الماضي، مشددا على أن "كل أعمال العنف غير مقبولة ويجب أن تتوقف". كما أعلن استعداد الأممالمتحدة لتقديم مساعدة فنية لبعثة المراقبة التابعة للجامعة، وذلك من خلال تدريب المراقبين أو إرسال مراقبين من جانب الأممالمتحدة، مشيرا إلى أنه تواصل بهذا الشأن مع نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية. أميركيا، دانت الخارجية تفجير دمشق -الذي يبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن مقر السفارة الأمريكية بالعاصمة- وقالت المتحدثة باسمها فكتوريا نولاند إن واشنطن في الوقت الحالي لا تستطيع القول كيف "وقع الهجوم". وأضافت نولاند أن الحكومة السورية، وكما في التفجيرات السابقة، تتهم عدة جهات بتدبير التفجير مثل المعارضة وتنظيم القاعدة، وحتى الولاياتالمتحدة. من جانبها استنكرت روسيا بشدة هذا التفجير ووصفته ب"العمل الإجرامي". وطالبت بضرورة معاقبة مدبريه ومنفذيه. صرف الأنظار في غضون ذلك حمل المجلس الوطني السوري المعارض نظام الأسد "مسؤولية" هجوم دمشق والوقوف وراء منفذيه. وقال إن هذا التفجير يهدف إلى إشاعة الفوضى وصرف الأنظار عن "جرائم القتل والتنكيل". وأكد المجلس في بيان أن أهداف النظام السوري باتت مكشوفة، وتتمثل في تخويف الشعب ومنعه من التظاهر والتعبير عن مطالبه بإسقاط النظام، والعمل على تضليل المراقبين والرأي العام بالحديث عن "خطر مزعوم يهدف إلى تشويه الوجه السلمي لثورتنا". وشدد المجلس على أن مثل هذه الممارسات توضح مرة أخرى حاجة بعثة (المراقبين) خاصة والمبادرة العربية بشكل عام إلى دعم سياسي وقانوني دولي لتنفيذها على الوجه الأمثل". وفي السياق اتهمت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا النظام "بافتعال" التفجير، مطالبة بتحقيق دولي وعربي في هذا الهجوم. ورأت أن "النظام وأجهزته وعصاباته وشبيحته هم وحدهم المستفيدون من التفجير وهم وحدهم المالكون لأدواته وهم وحدهم القادرون عليه". من جانبه ألقى "الجيش السوري الحر" باللائمة على السلطات السورية في هذا التفجير. وقال المتحدث باسمه الرائد ماهر النعيمي إن ما جرى "إرهاب دولة دبرته قوات أمن الأسد". وكان قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد أكد أن النظام "بدأ يفقد أعصابه في التعامل مع الثورة وأصبح يلعب الآن على وتر التفجيرات". جريمة إرهابية في المقابل وصف حزب الله اللبناني -الحليف للنظام السوري- التفجير "بالجريمة الإرهابية"، واتهم الولاياتالمتحدة الأميركية بالوقوف وراءه. ومن جهتها استنكرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التفجير ووصفته بأنه "عمل إرهابي إجرامي"، ودعت إلى "اليقظة الوطنية تجاه ما يحاك لسوريا والمنطقة العربية برمتها لإدخالها في دوامة الحروب الأهلية والتمزيق للدولة والوطن والشعب". اخبارية نت / الجزيرة نت