فيما يلي استعراض لأهم ما تناولته بعض الصحف العربية والأجنبية من أخبار وآراء. الصحف العربية كتب عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي التي تصدر في العاصمة البريطانية لندن معلقا على الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد بالأمس بأنه لم "يتضمن أي مفاجآت جديدة"، وأنه قدم خريطة طريق "لمزيد من أعمال العنف والقتل في الأسابيع والأشهر المقبلة". وتساءل عطوان، "هل فتح النار، وبهذه الشراسة هو دليل قوة أم دليل ضعف؟" ويرى الكاتب أن "هناك من يقول إن الرجل يعيش حالة عزلة في ظل أزمة اقتصادية طاحنة"، مع الأخذ بنظر الاعتبار وضع "الحليف الإيراني القوي" الذي "يعيش ظروفااقتصادية صعبة. بينما من جهة أخرى "يرى البعض الآخر أن الرئيس الأسد كان يعكس في خطابه حالة من الثقة بالنفس" مستندة إلى الدعم الروسي والصيني وفشل "مشاريع التدويل التي هددت بها الجامعة العربية، والانقسامات الخطيرة في صفوفالمعارضة السورية، والخارجية منها على وجه الخصوص". واستغرب عطوان دعوة الرئيس السوري للحوار في وقت تقوم أجهزته الأمنية بقمع الاحتجاجات الشعبية يوميا، وتساءل كيف يمكن للأسد أن يتوقع من الإخوان المسلمين أن يتحاوروا معه كما قال في خطاب الأمس، بينما وصفهم في نفس الخطاب بأنهم "إخوان الشياطين"؟ ورأى عطوان أن النظام السوري بحاجة إلى "وقفة تأمل ومراجعة خطابه، ومن ثم سياساته الداخلية والخارجية". وتحت عنوان "خطاب للأنصار"، رأى عبد الله إسكندر في صحيفة الحياة التي تصدر في لندن أن خطاب الأسد كان مكرسا لأنصاره لأن الرئيس السوري "لا يهتم بمواقف الآخرين"، رفع معنوياتهم وحثهم على "ألا يصابوا بالذعر نتيجة استمرار الحركة الاحتجاجية وتداعياتها على الوضع السوري الداخلي، لدرجة أن شكوكا بدأت تترد في الأوساط العسكرية والحكومية عن جدوى الحل العسكري الذي ينتهجه نظام بشار الأسد خيارا وحيدا للتعامل مع الأزمة التي تضرب سوريا. وفي صحيفة الشرق القطرية، يكتب فهمي هويدي تحت عنوان "سحابات الخريف في المشرق"، ويرى أن الاحتقانات الطائفية ترتفع وتيرتها في سورياوالعراق وبعض مناطق الخليج. ففي سوريا، لم يعد سرا أن كبار القادة العسكريين ومسؤولي الدولة هم من الطائفة العلوية، وان النظام السوري عمل على ربط مصير هذه الطائفة بمصيره. أما في العراق فيرى الكاتب أن الأميركيين عملوا منذ البداية على تأجيج الاصطفاف الطائفي، ولكنهم لم يسمحوا باشتعال حرب أهلية، ويعزو الكاتب تصرف الأميركيين إلى عدم رغبتهم "باشتعال العراق في حضورهم". كما أشار هويدي إلى توترات في نفس السياق في السعودية والبحرين وختم مقاله بالقول "إن سحابات الخريف الداكنة لم تنقشع بعد من المشرق". الصحف البريطانية خصصت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية افتتاحيتها لهذا اليوم للذكرى العاشرة لإقامة معتقل غوانتانامو. وتحت عنوان "عشر سنين، وعار غوانتانامو مستمر"، ووصفت الصحيفة المعتقل بأنه "أبعد ما يكون عن ضربة معلم، إن (معتقل) خليج غوانتانامو وصمة عار أبدية على سمعة أميركا". وقالت الصحيفة إن الظلم في معتقل غوانتانامو لا يزال مستمرا رغم الوعود المتكررة للإدارة الأميركية الحالية بغلقه، ورأت أن حفنة قليلة من ال171 معتقلا في غوانتانامو عملوا ضد الولاياتالمتحدة، والباقي أناس بسطاء قد يكونوا بيعوا للأميركيين، وقد يكونوا أبرياء أيضا. أما صحيفة ذي تلغراف فقد نشرت مقالا للكاتب ديفيد بلير وصف فيه خطاب الرئيس السوري بشار الأسد بأنه حمل "تحليلا غريبا للأحداث" ويحمل إشارات واضحة على إدمان الأسد على القمع. وتساءل بلير "هل يصدق هذا الرجل نفسه؟" وقال بلير إن الشيء المفاجئ واللافت للنظر في تقييم حالة الأسد، هي الالتزام بنسق كل الحكام المستبدين، فقد كان خطابه نسخة من كل خطابات الحكام المستبدين عندما يواجهون غضب الشعوب. الصحف الفرنسية صحيفة لوفيغارو الفرنسية وصفت خطاب الأسد بأنه "غير كاف لإرضاء المعارضة، ولكن يمكن أن يعد بداية"، في إشارة إلى استعداد الأسد لإجراء استفتاء على الدستور في مارس/آذار القادم. صحيفة لوموند وصفت خطاب بشار الأسد بأنه طويل، ورغم النغمة التهديدية التي طغت على خطابه، أنكر إعطاءه أوامر بإطلاق النار على المحتجين السوريين. ورغم ذلك أعلنت منظمات سورية غير حكومية بعد ساعات قليلة من خطاب الأسد مقتل عشرة مدنيين في دير الزور بعد أن أطلقت قوات الأمن السورية النار عليهم عندما كانوا يسيرون في تظاهرة سلمية. اخبارية نت / الصحافة البريطانية+الصحافة العربية+الصحافة الفرنسية