استنكر الأزهر الشريف التسجيل المصور الذي أظهر تبول أربعة جنود أميركيين على جثث لعناصر تابعة لحركة طالبان بأفغانستان، في وقت أعرب فيه دبلوماسيون ألمان عن قلقهم بشأن عملية السلام مع الحركة بعد الكشف عن هذا الشريط. ووصف الإمام الأكبر أحمد الطيب تصرف الجنود الأميركيين بأنه "انتهاك صارخ لحرمة الشهداء الأفغان، وعمل بشع يخالف كل مبادئ التحضر الإنساني والقوانين الدولية"، وأشار إلى أن هذا العمل يدل على "إفلاس وخواء الحضارة التي ينتمي إليها هؤلاء الجنود المجردون من كل معنى إنساني وأخلاقي". وكان الجيش الأميركي قد أعلن أنه يحقق في صور فيديو تظهر جنودا أميركيين يتبولون على جثث أفغان، بينما أعرب مسؤولون سياسيون وعسكريون أميركيون عن ذهولهم وصدمتهم إزاء هذه الفعلة "المؤسفة". وتعهد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، أثناء محادثة هاتفية مع الرئيس الأفغانيحامد كرزاي، بإجراء "تحقيق فوري ومعمق" في الأمر. وقد طالب كرزاي السلطات الأميركية بمعاقبة الجناة بأقسى عقوبة ممكنة، وقال في بيان له "هذه الفعلة التي ارتكبها جنود أميركيون غير إنسانية للغاية"، كما نددت حركة طالبان بالحادث واعتبرته عملا همجيا ووحشيا، وقال المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد إن مئات العمليات المشابهة التي لم تُكشف وقعت خلال السنوات العشر الأخيرة. قلق دبلوماسي وعلى الصعيد السياسي، تخوف دبلوماسيون ألمان من تأثير هذا الشريط على مسار إتمام عملية السلام مع طالبان، حيث رأت دوائر في برلين أن "هناك قلقا مفاجئا من أن تضر الصور التي نشرت أخيرا بشأن انتهاك حرمة الجثث بالمفاوضات التي بدأت تتحرك بصعوبة شديدة بين الحركة والأميركيين والحكومة الأفغانية". ورأى هؤلاء الدبلوماسيون أن مقاطع الفيديو التي تتضمن هذه الصور تسببت في "قلق كبير وتغير في الحالة النفسية، ما من شأنه أن يخرج عملية السلام الحساسة عن مسارها..". وأوضح الدبلوماسيون أن فضيحة مقطع الفيديو جاءت في وقت غير مناسب على الإطلاق، وأن ألمانيا سعت كثيرا لتحريك الحكومة الأفغانية وحركة طالبان باتجاه مائدة المفاوضات حيث أعلنت طالبان مطلع يناير/كانون الثاني استعدادها لفتح مكتب اتصال في قطر "ولقد كان ذلك تحولا إيجابيا". تحديد الجنود وفي سياق متصل، قالت البحرية الأميركية إنها حددت هوية الوحدة العسكرية التي قام أربعة من جنودها بهذه الواقعة. وقال مسؤول عسكري أميركي "تم التعرف على أربعتهم" دون الكشف عن الأسماء. وقد أعلن مسؤول عسكري في وقت سابق أن جنديي ْن من الأربعة "تم استجوابهما" من جهاز التحقيق الجنائي في قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) لكنهما ليسا "رهن التوقيف". والجنديان اللذان تم استجوابهما ينتميان إلى وحدة قناصة من الفرقة الثالثة للفيلق الثاني في المارينز، ومقرها كامب لوجون في كارولينا الشمالية في جنوب شرق الولاياتالمتحدة. وكانت وحدتهما منتشرة في شمال ولاية هلمند جنوب غرب أفغانستان بين مارس/آذار وسبتمبر/أيلول 2011، وهي الفترة التي أكد المسؤول أنه "بلا شك" تم تصوير الفيديو خلالها. اخبارية نت / الجزيرة نت